هل تعتقد أننا "مصَّخناها" بالحديث عن البنوك وحملتها "مرتاح البال"؟
أما الصديق "الشِّقَرْدي"/ "عيسى المطرفي"، فيرى أنه لو "تسحمن" كل الكتاب، وسخَّروا كل ما أوتوا ـ وما أوتوا غير "الكلمة" ـ لمدة سنة ضوئية سعودية، مابردوا فلذةً واحدة، من كبد مواااطٍ واحدٍ، من ضحايا بنوك "الشبكة السعودية"!
ويعتقد أنه لو رزقنا "جمع حمزة سالم" ـ الأكاديمي المصرفي والكاتب في الزميلة "الاقتصادية" ـ و"منتهى جموع"/"نجيب عصام يماني" ـ الباحث الفقيه "العكاظي" ـ ما استطعنا فهم: كيف تسجل مساهمات المواطنين "الغلابا يابا" في صناديق "الاستدمار"، خسائر متتالية منذ انفجار الفقاعة الكبرى 2006، دون أن تتأثر أرباح تلك البنوك، التي أغرت بنوك "لندن" باتباع بدعتها/ "المصرفية الإسلامية"، ولكنها ـ خوفاً من القانون البريطاني ـ جعلتها حكراً على الجالية المسلمة، التي تريد أن تستبرئ لدينها وعرضها بالبعد عن أية شبهة "ربا"، اقتداءً بالموااطٍ السعودي! مع أن "جمع الحمزة السالم"، والـ"نجاجيب عصاصيم يمانيين" يؤكدان: أن الربا إنما يكون في "القروض" القائمة على "الفزعة"، وتعاملات البنوك بعيدة كل البعد عن "الفزعات"، وإنما هي بيع وشراء واستثمار!
ولو قدر لحوالي "خمسين" اقتصادياً أمريكياً، فازوا بجائزة "نوبل" على مدى أجيال، أن يطِّلعوا على كيفية عمل "الشبكة السعودية"، واحتكارها لرزق المواااطٍ، والتحكم في الجانب الأهم من عملية التنمية الاقتصادية، دون أن تقدم لوطنها أدنى خدمة، كمدرسة، أو مستشفى، أو رصيفٍ، ودون أن تدفع أية ضريبة اجتماعية مقابل هذا البحر الذي تغرف منه، لما تردد هؤلاء "النوبليون" عن الاستقالة من جامعاتهم وشركاتهم، مقابل توظيفهم "سيكورتيَّة" في بنوكنا؛ ليتنكروا تحت يوزرات "أبوصالح"، و"أبو علي"، ويقوموا "هم" بتسديد قروض المواطنين، و"غسيل" الأموات..عفواً: الأمواااال!
أما حملة "مرتااااع البال" فتأتي تأكيداً لنجاح سياسة "التربية والتعليم" لدينا، حيث تقوم على تخويف "الموااطٍ"، وبث الرعب في نفسه من أية خطوة مستقبلية، وتكريس عدم أهليته لتحمل أدنى مسؤولية، أو اتخاذ أي قرارٍ مهما كان صغيراً! وهو ما نشأنا عليه في "كتاتيبنا" المباركة؛ ليس طلاباً فقط، بل ومعلمين ومعلمات؛ إذ تتسم غالبية تعاميم الوزارة بالتهديد والوعيد!
وأما "استثمار" المواااطٍ معنوياً بعد "استدماره" مادياً، فتعكسه تصريحات مسؤولي "وزارة التربية والتعليم" عقب تميز أي تلميذٍ سعودي بجائزةٍ في الابتكارات بدعم من الجامعات التي يبتعث إليها هناااااك بعيييد، أو فوز أي تلميذ بكأس العالم في مونديال الرياضيات، فقد ألفنا، بغض النظر عن مصداقية تلك المسابقات، وكيفية الترشيح لها: أن ذلك يدل على أن الوزارة تسير في الطريق الصحيح! وأن التعليم عندنا 100%! ومسكين من لم يدرس في أولى/ مطبخ، وسادس/ بلكونة!