أجمع أغلب أصحاب محلات تنسيق وبيع الزهور وتنظيم المناسبات على أن معظم الزهور التي يبيعونها في تبوك مستوردة، إما من خارج المنطقة أو من دول أخرى، بما يشكل مفاجأة صاعقة لسكان منطقة يطلقون عليها اسم "تبوك الورد".

ويؤكد المواطن علي التركي، صاحب محلات هدايا وتنسيق زهور، أن أكثر من 60? من الزهور التي يبيعها مستوردة من مصر والهند وهولندا، وأن الناتج المحلي من الزهور في تبوك لا يفي بمتطلبات المنطقة، وأن عادات الناس في الهدايا تغيرت عن السابق، حيث كان بعض الناس يهدون إلى ذويهم وأصدقائهم أطقم كاسات أو أطقم سكاكين، ولكنهم أصبحوا يفضلون الآن باقات الورود والتحف ودمى الأطفال. أما المواطن حسن أبو ظهير "صاحب شركة تنظيم مناسبات واحتفالات" فيقول: إن 90 ? من مبيعات زهوره مستوردة من الطائف ودول أخرى مثل كولومبيا ومصر وسريلانكا وتايلاند وإندونيسيا عبر موردين سعوديين. وتأسف أبو ظهير كون أغلب الناتج المحلي لتبوك من الزهور يصدر لخارجها مع تزايد الحاجة إليه داخل المنطقة، حيث يستهلك محله أثناء موسم الصيف أكثر من 10 آلاف زهرة يومياً. ويقول منسق الزهور جمال السيد "بكالريوس زراعة": المشكلة في سوق الزهور في تبوك تكمن في عدم وجود أنواع كثيرة من الزهور من إنتاج تبوك. كما أن معظم كماليات تنسيق باقات الزهور من أوراق خضراء وسيقان نبات المامبو غير متوفرة وتستورد عادة من إندونيسيا وتايلاند لجمالها وغرابة أشكالها.

وعن أنواع الزهور المستوردة قال منسق الزهور مصطفى السيد: يأتينا من الهند الورد الجوري، وهو أجود من السعودي وعمره طويل، لأنه طبيعي وبدون كيماويات، وزهرته أكبر وألوانه متعددة أيضا. ومن مصر يأتي الجلادييولس والكريز وعصفور الجنة والزنبق. ومن تايلاند زهرة الأوركيدا ومن تبوك القرنفل والليليوم وهي متوفرة وتعتبر تبوك الأولى في إنتاج القرنفل -حسب رأيه-.

أما منسق الزهور أحمد الجندي فأكد أن الأزهار المستوردة أجود وأجمل وأغلى وأن زبون اليوم أصبح مثقفاً ويعرف ما يريد ولا يهمه السعر بقدر ما يريده من جمال وتنوع في هديته الثمينة، وأشار الجندي إلى أن 80 ? من أوراق الزينة الخضراء مستوردة من خارج المملكة و60? من الزهور التي تباع في تبوك مستوردة أيضاً.

ويقول مدير إنتاج الزهور بشركة "أسترا" السعودية في تبوك يوسف أبوفارة: إن إنتاج أسترا في عام 2011م وصل إلى 19،5 مليون زهرة وسيصل بعد التوسعة الجديدة في العام الحالي إلى 24 مليون زهرة. وتابع: إن سوق الأزهار في تبوك ما زالت ناشئة وصغيرة مقارنة بالمدن الأخرى في المملكة، وقد أوقفنا التصدير إلى خارج المملكة منذ 5 سنوات بسبب زيادة الطلب الداخلي. وأرجع أبو فارة سبب شح التوزيع في تبوك إلى التزامات الشركة الخارجية وتزايد الطلب في تبوك وخارجها. وقال: معظم إنتاجنا يذهب منذ 25 سنة إلى الرياض وجدة والدمام، ومع ذلك نحاول تلبية الطلبات داخل تبوك قدر الإمكان. وأضاف: أنواع الزهور التي تزرع في تبوك طوال العام هي "القرنفل" ونحن" شركة أسترا" متفوقون في زراعة هذه الزهرة وكذلك ننتج الجوري بألوانه والليليوم "الزنبق" و "الأقحوان" وغيرها، نافيا إشاعة تصدير الزهور الأجود إلى خارج. ودعا أبو فارة زوار تبوك الورد وأهلها إلى زيارة أكبر مزرعة أزهار طبيعية في المملكة للاستمتاع بالمناظر الخلابة.