أظن أن بعض أفراد مجتمعنا السعودي، لم يُكوّنوا بعد مفهوماً واضحاً عن ثقافة العمل التطوعي؛ على الرغم من الجهود المبذولة؛ عوضاً عن أن ديننا الإسلامي الحنيف يحث، ويؤكد على هذا النوع من العمل الاجتماعي.
لكن مع كل هذا، ثمة أمثلة رائعة؛ فقد كنت أحد المدعوين لحضور مجلس عملٍ دعت إليه لجنة التنمية الاجتماعية بمدينة جازان، في خطوة رائدة لأوجه التعاون وتبادل المهارات؛ حيث قامت باستضافة زميلتـها "لجنةَ التنمية الاجتماعية الأهلية بالدرب" لعرض إنجازاتها على مدى سبعة عشر عاماً من النجاح.. ولا عجب إن قلنا: تحقق هذا في الوقت الذي مازلنا نسمع فيه- بإيلام شديد- اعتراف بعضنا بأنهم لم يسمعوا من قبل بوجود مؤسسات المجتمع المدني التي تـُعنى بالتنمية الاجتماعية.. ربما كان ذلك بسبب تقصيرنا كإعلاميين.
يسعدني- اليوم- أن ألقي الضوء على بعض الأنشطة التي تمارسها لجان التنمية الاجتماعية الأهلية بالمملكة؛ وسأتخذ من أنموذج الدرب مثالا لإدارة العمل التطوعي:
تعكف هذه اللجنة على المشاركة الفاعلة في تنمية العمل الاجتماعي عبر النسيج التكاملي بين القطاعين الأهلي والحكومي، مُرَكزةً على بناء الإنسان السعودي من خلال تنفيذ بعض البرامج التنموية دون الاصطدام بثقافة المجتمع عند تلمس حاجاته؛ وذلك بتفعيل دور الأهالي وإشراكهم في المساهمة ليكونوا طرفاً في الأداء؛ مع الحرص على تكوين شخصية مستقلة في اتخاذ القرارات؛ بعيداً عن بيروقراطية الإدارات الحكومية؛ وإن كان لا بد من تعاونها معها لإنجاز برامجها؛ حيث قامت بتأسيس ثلاثة أندية اجتماعية، وروضة للأطفال، وديوانية للمتقاعدين تعمل جنباً إلى جنب مع ديوانية أخرى للشباب؛ بغرض دمج الخبرات القديمة بالمهارات الحديثة؛ كما أسست مسابقات القرآن الكريم السنوية، ودورة رمضان الرياضية، ورصدت جوائز للطلاب والطالبات المتفوقين، وأخرى للمهرجانات السياحية؛ وأقامت الدورات التدريبية، والندوات والمحاضرات الأدبية؛ إضافة إلى جائزة الدرب للتميز، ومشاريع الأسر المنتجة.
ليت جميع لجان التنمية الاجتماعية بالمملكة تركز على مشاريع الأسر المنتجة؛ لتجعل من أسرنا العاطلة أسراً عاملة.
قلت:
إذا أردت أن تنجز عملاً اجتماعياً؛ فينبغي أن تعرف كيف تقنع المجتمع ورجال أعماله.