• بعد كتابه (العرين.. بلاد قحطان.. ماض وحضارة 1418هـ) أصدر الباحث محمد بن سعد النهاري سفره الأنيق (صفحات من تاريخ قبائل قحطان المعاصرة.. في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية 575 صفحة) وتميّز الكتاب بكثرة المراجع التي وثّق بها المؤلف ما أورده عن: قحطان الإنسان والمكان.. بعض العادات وتقاليد البيئة الاجتماعية لقبائل قحطان.. دور قحطان في مؤازرة ومناصرة الدعوة السلفية والدولة السعودية بأدوارها الثلاثة.. موقف قبائل قحطان خلال سيطرة العثمانيين على الجزيرة العربية.. حداء الخيل ومرابطها وأسمائها عند قبائل قحطان.. من قصص قحطان الخالدة.. من أعلام قحطان المعاصرين.. قحطان في عيون الشعراء إلى جانب الخاتمة وصور الوثائق.
جهد يستحق التنويه لأن التأليف في هذا المجال يتطلب من الباحث كثيراً من الصبر والوقت والاستقصاء.. ولأن بلادنا الغالية على اتساع رقعتها وتعدد قبائلها بحاجة إلى المزيد من التعريف بها وأهاليها ولو أن كل من آتاه الله القدرة والمعرفة للتدوين عن قبيلته أو الإقليم الذي ينتمي إليه بشفافية وتجرد للحقيقة والإنصاف لتوفرت لدينا مكتبة وثائقية تُثري الأجيال المعاصرة والقادمة بما ينبغي لهم أن يحيطوا به علماً من أعلام ومعالم ومأثورات وأحداث كانت معرضة للاندثار لولا تصدي المخلصين من أبناء الوطن لتوثيقها وتدوينها.
والحق أن ما صدر في حقبة الأربعين عاماً الماضية حتى اللحظة من الدراسات سواء ما كان منها رسائل أكاديمية أو بحوث خاصةً عن كثير من مناطق المملكة طمأن النفوس على وجود مصدرية لتاريخنا القومي الخالي من التشويش والتزييف والاضطراب والمآرب الشخصية. وما يزيد عمل المؤلف قيمة أن يعكف ـ كما قال ـ على جمع ودراسة بعض التاريخ الخاص بمجتمع المملكة عموماً ومنطقة (عسير) خصوصاً من خلال الوثائق والمراجع المفيدة.
• بعض المتحمسين لما أسموه بـ (حقوق المرأة) زّودوا العيار! لدرجة أن كثيراً من النساء تبرأن من أطروحاتهم ذلك أن الإسلام قد أنصف المرأة بنص القرآن الكريم والسنة المطهرة أعظم مما قامت به الجمعيات الغربية ومجتمعاتها.. وفي الجانب الآخر تُعاني فئة ذكورية حساسية مفرطة تجاه المرأة تنظر لها بدونية واستخفاف متجاهلة أن المرأة نصف المجتمع وشريكة الرجل وأنها الأم والأخت والزوجة والابنة.. وقد منحها الله تعالى ما للرجل من وعي وإدراك وصفات بشرية.. لهؤلاء وأولئك نقول رفقاً بالقوارير وامنحوا سيداتكم الثقة وحسن الظن واعلموا أن الخير والشر لدى الجنسين بدرجة متساوية.. وكل نفس بما كسبت رهينة.. وأتمنى أن يأتي اليوم الذي تهدأ فيه النفوس وتستقيم الأمور ويلزم كل إنسان حدوده.. فيسود الاحترام المتبادل بين الجميع ورحم الله القائل:
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق