تحول طريق خالد بن الوليد "شرق العاصمة الرياض"، والذي يصطلح على تسميته بـ"خط إنكاس" في أوساط السعوديين، إلى أشبه ما يكون بمنطقة تجارة حرة، تمارس فيها العمالة الوافدة كل المهن التي يمكن أن تخطر على البال، فمن أعمال السباكة والنجارة والبناء، وصولا إلى امتهان الكثير منهم لـ"الجزارة" في مواسم الأعياد.

ولا يختلف المشهد في شارع خالد بن الوليد عن المشاهد الأخرى في شوارع العاصمة التي تشتهر بانتشار الأجانب فيها، حيث أصبحت العمالة السائبة وخصوصاً العمال الذين يعملون في مجال البناء والسباكة والكهرباء ونقل وتحميل العفش يتواجدون بكثافة ويتجمهرون أمام السيارات التي تقف عند تلك المحلات.

وتبدو للمشاهد في تلك الأماكن سيطرت الجنسيتين الباكستانية والأفغانية على تلك المواقع من حيث عددهم الكبير، ثم يلي هاتين الجنسيتين العمالة الهندية والبنغالية، في حين يكون العامل اليمني أقل الأشخاص مشاهدة في تلك الشوارع.

استوقفت "الوطن" بعض المواطنين في ذلك الشارع وسأتلهم عن أسباب توجههم لهؤلاء العمالة حيث أفادوا أن تلك العمالة أجرها معقول وأقل تكلفة من شركات ومؤسسات المقاولات ومحلات السباكة والكهرباء، بالإضافة إلى أن بعض تلك المحلات استغنت عن عمالتها الفنية مثل السباك والكهربائي واتجهت إلى بيع المواد دون توفير عامل للمحل بسبب كثرة أعداد العمالة السائبة التي تمتهن هذه الأعمال.

وأشاروا إلى أنهم يستطيعون الحصول على العمالة في أي وقت يريدونه دون انتظار تلك المحلات من توفير العامل لهم، معللين سبب اختيارهم لتلك العمالة لتواضع الأجر الذي تتحصل عليه والذي يقل بكثير عما تطلبه شركات ومؤسسات المقاولات، أو حتى أصحاب محلات السباكة التي تقوم بتوفير عامل في محلاتها للزبائن.

وحول سؤالهم عن أنهم سبب في تشجيع زيادة أعداد العمالة السائبة باختيارهم لها، أوضحوا أنهم ليس هم السبب بل غياب الحملات التفتيشية التي كانت تقوم بها لجان السعودة المكونة من "الجوازات والبلديات ومكاتب العمل" في جميع المناطق هي التي ساهمت في زيادة أعداد العمالة السائبة، قائلين "إننا لم نكن نرى هذه العمالة بالشكل الذي نراه اليوم، لقد تزايد عددها بشكل ملحوظ بسبب غياب حملات التفتيش الأسبوعية من الجهات المعنية".

وأضافوا أن الشوارع أصبحت متاجر للعمالة السائبة يفاوضون ويساومون الباحثين عن العمالة أمام المارة دون رقيب ولا حسيب من الجهات المعنية، مشيرين إلى أنهم يرون في الشوارع النجار والسباك والكهربائي والدهان وعامل البناء وغيرهم من العمال الذين يعملون في جميع المهن دون تصريح ولا ترخيص في أماكن متعددة ومتفرقة.

أما العمالة التي تقف في الشوارع فلم تغب عن جولة "الوطن" التي توجهت إليهم بأسئلة عن أسباب تواجدهم في تلك الشوارع وأسباب عملهم في تلك المهن، حيث أجمعوا في إجابتهم على أنهم لم يحصلوا على فرصة عمل عند كفلائهم مما يتطلب منهم العمل وفي أي مجال، قائلين "إنا أتينا على تأشيرة حرة، ونعلم أننا لن نحصل على عمل عند الكفيل"، موضحين أن التأشيرة الحرة يشترونها من الكفيل للعمل لحسابهم الخاص وليس عند الكفيل. وأكدوا أنهم لا يرون كفلاءهم إلا عند تجديد الإقامة أو عند طلب الخروج والعودة للسفر إلى بلدانهم.