أكد رئيس مجلس إدارة مركز الخليج للأبحاث الدكتور عبدالعزيز بن صقر أن تسليح المعارضة السورية بالأسلحة المضادة للدروع سيقلب موازين المعادلة في الأزمة السورية. وتطرق في حواره مع "الوطن"، أمس إلى العديد من القضايا الخليجية والعربية، مركزا على الملف السوري، والعلاقات الخليجية الإيرانية.

كيف تقرأ التعاون الخليجي مع ملف سورية؟

أساس الموقف الخليجي "إنساني" أثاره الاستمرار الوحشي في عمليات القتل والإبادة، والموقف الخليجي سبقه انتشار لأعمال القتل بشكل واسع ومطالبات من المواطنين السوريين بالتدخل وتشكل موقف دولي يدين هذه الأعمال.

ما أوراق الضغط التي يمكن أن تستخدمها المملكة لإجبار روسيا على تغيير موقفها؟

دول الخليج تقول إذا كان الموقف الروسي معتمدا على السياسة السلطوية ومحاولات كسب الداخل الروسي بحسابات داخلية بحتة فلا ذنب للشعب السوري أن تستمر معاناته مع هذه الحسابات.

هل هناك أنباء عن حوافز اقتصادية لتغيير الموقف الروسي؟

روسيا مصدر للنفط والغاز مثل الدول الخليجية، وصادراتها السنوية للمنطقة تدور حول المليار دولار سنويا، وهي في غالبيتها معدات عسكريية لسورية. واعتقد أن روسيا لو غيرت موقفها من البداية كانت ستجني ثمارا كبيرة، لكن لا يوجد أنباء عن حوافز في هذا الصدد، ومشكلة روسيا أنها مرتبطة بعلاقات مع إيران.

الموقف التركي من سورية يبدو فاترا ولم يعد بحماسه السابق، كيف تعلل ذلك؟

تركيا لها علاقات قوية مع إيران، وتعتبر منفذ إيران الوحيد على العالم، كما أن أكثر من مليون إيراني يعيشون بتركيا، وهي تحتاج تركيا كنافذة للحوار مع الغرب. كما لا ننسى أن تركيا تستورد النفط الإيراني بكثافة، ودول الخليج لم تقدم المقايضة المطلوبة مع تركيا حتى الآن، ويمكن أن تلعب تركيا دورا محوريا في قضيتي الممرات الآمنة ووصول التسليح للجيش السوري الحر.

هل تظن أن عمليات التسليح للجيش السوري الحر بدأت بالفعل؟

اعتقد أن الذي حسم الصراع في ليبيا هو وصول الأسلحة المضادة للدروع لأيدي الثوار بنوعيها (الفرنـــسي والتشيكـي)، وهي أسلحة لا تحتـاج لتدريب كبير ووجودها لدى الثوار سيقلل من قدرة الجيش السوري على دك الأحياء السكنية من خلال تحييد العربات المدرعة.

ما سر تأخر دول الخليج في الاعتراف بالمجلس الوطني السوري المعارض؟

اعتقد أن الدول لم تتأخر وربما نشهد اعترافا قريبا. بالأمس اعترف الاتحاد الأوروبي بالمجلس وستتوالى الاعترافات من دول متعددة. فالمملكة على سبيل المثال دعمت المجلس الانتقالي الليبي ولم تعترف به بداية الأمر. ولا ننسى أن المتبني الأساسي لملف سورية هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإحساسه بما يعانيه الشعب السوري من آلام.

هل هناك تخوف أن تقدم الاستخبارات السورية على أعمال تخريبية بالخليج؟

لا تملك الاستخبارات السورية إمكانية لتنفيذ عمليات من هذا النوع، وغالبية المقيمين السوريين بالخليج ضد الأعمال الوحشية للنظام.

ما توقعك لشكل صيغة الاتحاد الخليجي؟

لن يكون هناك قرار عاجل، بل ستكون هناك دراسات تفصيلية. فمن المعلوم أن البعد الاقتصادي صدرت بشأنه قرارات، وما يتعلق بتأخر البنك المركزي والعملة الموحدة، هو أن بعض الدول أجلت الموضوع. فعمان مثلا تقول أن اقتصادها لا يتجاوز 3% من حجم اقتصاد دول المجلس، وسيكلفها تفعيل الخطوات الاقتصادية مبالغ طائلة.

هل يعتبر ذلك اعتراضا عمانيا؟

عمان في العادة تفضل "التريث"، وتريد تنفيذ ما سبق الالتزام به من قرارات.

هل يتفق التريث مع التعهد بدعم الاقتصاد العماني بمبالغ "مليارية"؟

لم تدفع المبالغ للسلطنة حتى الآن، ما زال هناك حوار حول كيفية تحملها وتوزيعها بين الدول الأعضاء.

ما صحة ما تردد حول وحدة اندماجية بين السعودية والبحرين؟

لا صحة لهذه المعلومات، فمجلس التعاون هو وحدة متكاملة.