اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن هناك "كلاما كثيرا عن الحرب" ضد إيران، معلنا "دعمه" لإسرائيل في مواجهة طهران، ومؤكدا أنه "لن يتردد في استخدام القوة" دفاعا عن مصالح الولايات المتحدة.

وأضاف أوباما في كلمته أمام منظمة إيباك التي تعتبر أهم لوبي يهودي مؤيد لإسرائيل أنه "لا يزال بإمكان إيران سلوك الطرق الدبلوماسية" لحل أزمة برنامجها النووي.

وكانت قصة الخلافات الأميركية – الإسرائيلية قد سيطرت على أغلب النقاشات العامة في واشنطن قبل ساعات من اللقاء الذي ينتظر أن يكون ساخنا بين أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والذي سيعقد اليوم.

ويحيط بزيارة نتنياهو إلى واشنطن حملة إسرائيلية يندر مشاهدة مثيل لها في جميع وسائل الضغط إذ تم تعديل موعد مؤتمر منظمة "إيباك" السنوي ليلائم الأجندة الإسرائيلية فيما ينسق الإسرائيليون على نحو مكشوف مع المرشحين الجمهوريين في مواجهة أوباما.

وعلق أنصار إسرائيل إعلانات في الشوارع ووسائل المواصلات كما نشروا صفحات كاملة في الصحف اليومية الأساسية واحتلوا مساحات زمنية أكبر من المعتاد على شاشات التلفزيون لعرض أوجه الخلاف بين نتنياهو وأوباما.

وإحدى أهم نقاط الخلاف هي إيران. فبعد أن أبدى الإيرانيون استعدادا للتفاوض تحت ضغط العقوبات الشديدة والتهديد بالحرب تحدد موعد بدء اللقاءات الرسمية بين مجموعة 5+1 مع الوفد الإيراني المفاوض في أبريل المقبل في إسطنبول. بيد أن إسرائيل ترى أن بدء المفاوضات طبقا للصيغة الأميركية هو خطوة خاطئة من زاويتين.

الأولى هو أن من الضروري الآن تصعيد الشروط نحو المطالبة بأن توقف إيران أنشطة التخصيب حتى ولو كانت عند المستويات المنخفضة السابقة.

والثاني هو أن المفاوضات يجب أن تكون محدودة المدى بعد أسابيع يعلن بعدها ما إذا كانت إيران قد وافقت على الشروط الدولية.

ويطالب نتنياهو واشنطن بمنحه تعهدا واضحا وقاطعا ورسميا بان الولايات المتحدة ستشن الحرب ضد إيران في حالة إعلان فشل المفاوضات.

وفي حالة امتناع الرئيس أوباما عن تقديم مثل هذا التعهد فإن نتنياهو سيقدم إلى إيران إنذارا زمنيا محددا بوقف أنشطتها النووية في فترة معلومة وإلا فإن النتيجة ستكون قيام إسرائيل من طرف واحد بضرب المواقع النووية الإيرانية.

وفي هذا الصدد قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إن "إسرائيل لا تملي على الولايات المتحدة سياستها ولا تفوهات زعمائها"، مشددا على "ضرورة إبقاء المداولات مع الإدارة الأميركية حول الملف الإيراني طي الكتمان ووقف إطلاق التصريحات حول هذا الموضوع في إسرائيل".

وأضاف للإذاعة الإسرائيلية "إن واشنطن تعرف موقف إسرائيل من هذه القضية.. إن إسرائيل هي دولة مستقلة وذات سيادة ومن حقها اتخاذ القرارات بهذا الشأن".