قال رئيس مركز الخليج للأبحاث، الدكتور عبد العزيز بن صقر، إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ركز خلال اجتماع القمة الخليجية الأخيرة على البعد الأمني والتحديات التي تواجهها المنطقة كمنطلق للدعوة إلى الوحدة وتحقيق الاتحاد، وترك لأمانة المجلس بحث آليات تحقيق هذا الاتحاد.

ودعا لدى مشاركته في الجلسة العلمية الثانية في ثاني أيام منتدى جدة الاقتصادي 2012 أمس، إلى ضرورة إعادة التركيز العالمي على التعاون الإقليمي، وبناء التكتلات الاقتصادية لمواجهة التحديات والتعافي من الأزمة المـالية العـالمية التي ضربت أميركا وبعـض دول أوروبا، وشددوا على أن الدول التـي تعمل بمـفردها قد تـغرد في المستقبل القريب خارج السرب.

وتحدث صقر عن المعوقات التي تواجه تحويل دول مجلس التعاون الخليجي إلى اتحاد، مشيرا إلى أن هناك 4 عقبات أساسية تواجه هذا التحول، حيث ترى بعض الدول الخليجية أن هناك بنودا عديدة في التعاون لم تتحقق حتى الآن، والبعض يخشى من هيمنة الدولة الكبـيرة على الصغـيرة، وهناك تفاوت في اقتصاد بعض دول الخليج، إضافة إلى العلاقة بين الحكومات الموجودة بالمنطقة، وأنه متأكد من أن الإرادة السياسية موجودة، وستنتقل إلى معالجة هذه العقبات، ليشعر أبناء دول المجلس بذلك وتكون لديهم الرغبة في التطبيق.

من جانبه، أوضح رئيس مؤسسة قريش للقانون والدراسات، السيد مالك دحلان، في ورقة العمل التي قدمها في الجلسة، أن السعودية راجعت سياستها التجارية في عام 2012، ووزير التجارة يعمل من أجل تعزيز التبادل التجاري السعودي، خصوصاً مع دول مجلس التعاون الخليجي، وأنه علينا أن نعـترف بأن مجلس التعاون الخلـيجي هو المنظمة الوحيدة الناجـحة في الوطن العربي، وأن الخـطوات التي اتخذها في السنوات الماضية تؤكد أنه يساهم بشكل كبير في تـعزيز التعاون بين دول المنـطقة.

وعبر عن أمله في أن يكون هناك مؤتمر إقليمي للكشف عن الأولويات المهمة لتحقيق هذا الاتحاد، والحديث عن الاحتياجات والتطلعات الاقتصادية، وقال: نحن بحاجة إلى مؤسسات وقوانين مرنة تساهم في إزالة جميع العراقيل، ولابد أن نقيم فائدة ما تقوم به منظماتنا، لأن مجلس التعاون الخليجي يمكن أن يشمل اتحادا للتضامن العربي، ولابد أن تقود السعودية هذه المسيرة في إطار التغييرات المختلفة في العالم الإسلامي.

وقال نائب وزير الخارجية لآسيا والمحيط الهادي في وزارة الخارجية السنغافورية، فاتو غوبالا ميلون، إن رئيس الولايات المتحدة الأميركية أعلن عام 2009 أن مجموعة العشرين ستحل مكان مجموعة الثمانية، والولايات المتحدة لا يمكن أن تفعل ذلك بمفردها دون وجود تحالفات، فقد حدث تغير كبير في العالم خلال السنوات الماضية.

وأضاف: ليس صحيحا أن نصف التغييرات الحادثة في الغرب بأنها لا تؤثر على العالم، وعلينا أن نعترف بأن هناك نظاما جديدا قادما من آسيا وبالتحديد من الصين التي تقود مسيرة التنمية، وكذلك الهند التي عالجت بعض القضايا واستطاعت أن تحرز نمواً كبيراً، وهناك تكامل بين دول شرق آسيا التي لديها مصالح كبيرة بتعافي الاقتصاد في أوروبا والغرب نتيجة التجارة البينية مع هذه الدول، وهناك مسئوليات دولية.

وذكر رئيس الوزراء الأيرلندي السابق، جون بروتون، أنه لابد أن نسأل أنفسنا في البداية عن السر في تطور دول أوروبا عن غيرها، فيما يرى أن هذه المجموعة من الدول نجحت في أن تمنع الحروب والتناحر بينها، واتجهت بدلاً من ذلك لتحقيق التنمية، وعضوية الاتحاد الأوربي لبلد صغير مثل أيرلندا تضمن له الوصول إلى سوق تجاري كبير.