أثار تعيين الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة في ديسمبر الماضي موجة من الارتياح في أوساط المستهلكين بعد فترة عاصفة شهدت ارتفاعات غير مسبوقة في الأسعار وموجات متتالية من التضخم.
الربيعة المتخصص –أكاديميا– في علوم الكمبيوتر، يحمل سيرة ذاتية ثرية بالخبرات وعضويات اللجان التنفيذية ومجالس الإدارة.
وقد عمل إبان حصوله على المنصب مديرا عاما لهيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن»، وينسب له النشاط المتنامي الذي عاشته الهيئة في السنوات الخمس الأخيرة، والتي شهدت تدشين عدد كبير من المدن الصناعية على امتداد الوطن من جيزان إلى رابغ والمدينة المنورة والطائف.
المتابعون لمسيرة الربيعة يرون أن نقطة تميزه تتركز في (العملانية) والسرعة في الأداء، فالوزير الشاب يعتمد على طاقم جديد من الوكلاء والمساعدين الذين يعون مقدار الأزمات التي يعانيها السوق السعودي ويمتلكون رؤية اقتصادية متنوعة لحلها.
وبالرغم من تصريحات سابقة له أواخر ديسمبر الماضي عن مسألة ارتفاع الأسعار والتي أوضح فيها أنه "حديث عهد بالوزارة ومن الصعب أن يتحدث عن استراتيجيات"، إلا أن عجلة الإنجازات سرعان ما دارت، ونشأ عنها إلغاء رسوم الخدمة في المطاعم (15%) والتي هلل لها المستهلكون بدايةً، إلى أن تبين أنها عادت لـ"تُشفط" من جيوبهم عبر زيادات غير مبررة في أسعار الوجبات.
كما واجه الربيعة في الشهرين الماضيين أزمة نقصان كميات الإسمنت في السوق المحلية والارتفاعات الصاروخية في الأسعار بقرار شجاع تم على أثره إيقاف تصدير الإسمنت لخارج المملكة.
ويرى المتابعون أن أكبر تحد أمام الربيعة وطاقمه الجديد في الوزارة يتمثل في مشكلة المساهمات العقارية المتعثرة والتي علق بشأنها في تصريح له نشر مؤخرا: "أنا والزملاء نسعى لرد الحقوق إلى أهلها بأسرع وقت وبأفضل عائد للمساهمين".
أكاديميا يعتبر الربيعة مرجعا في علوم التقنية فهو حاصل على شهادتي ماجستير إحداهما في علم الحاسبات والأخرى في المعلومات، كما تشير سيرته العلمية إلى أنه نشر أكثر من 16 بحثا علميا محكما على المستوى الدولي، وشارك في تأليف كتاب عن الشبكات ذات السرعات العالية.
في فلسفته الخاصة يركز الربيعة دائما على الجودة الشاملة وتطبيق مبادئها في عمله، ولذلك تم اختياره عضوا في لجنة جائزة الملك عبدالعزيز للجودة.
كما أن تواصله مع المنظمات الدولية له بعد عالمي نال على إثره عضوية مجلس إدارة منظمة الأمم المتحدة للتطوير الصناعي Unido.
في عالم التواصل الاجتماعي يحظى د.الربيعة بمتابعة كبيرة (يبلغ عدد متابعيه أكثر من 24 ألف متابع) بالرغم من قلة تغريداته التي –وحسب يوم أمس- لا تتجاوز الـ33 تغريدة، وفي خانة التوصيف الشخصي يصف الربيعة نفسه بأنه مهتم بالإبداع وإدارة التغيير والتطوير.
(التطوير) في تسهيل إجراءات الوزارة يحلم به أرباب الأعمال ويتمنونه، أما (التغيير) فهو أمل المستهلكين أن تهدأ به نيران الأسعار التي أرهقت كواهلهم في السنوات الأخيرة.