القيادة المتميزة تستطيع أن تبث روح التميز في محيطها ولذلك فقد جاء حفل جائزة مكة للتميز في دورتها الثانية هذا العام متميزا شكلا وإخراجا ومضمونا، وكان تصميم شكل قاعة الحفل منسجما مع معنى التميز الذي تسعى الجائزة إلى تكريسه في نفوس الناس وعقولهم.
المتميزون عادة قلة في المجتمعات لكن تكريمهم والإشارة إلى منجزاتهم من شأنه أن يكثرهم عن طريق بث روح التنافس لتحقيق درجات عليا في سلم الإبداع وهذا ما سعت وتسعى إليه جائزة مكة للتميز، فكل الذين فازوا بها العام الماضي وهذا العام لم يسعوا لها لكنهم بعد أن فازوا بها شعروا أن هناك من يراقب ويتابع ما يفعلون من إنجاز استحقوا عليه أن يقال لهم شكرا، وأن يشار إليهم بالبنان ليكونوا قدوة حقيقية لغيرهم ممن يشاركونهم العمل في نفس الميدان وتحت ذات الظروف، إذ قالت الجائزة بوضوح إن سقف الإبداع غير محدود وإن هناك إمكانية لتحقيق الأفضل دائما، هذا فضلا عما تفعله الجائزة من تعريف وشهرة للفائزين بها سواء كانوا أفرادا أو منشآت فتجعلهم في دائرة الضوء التي يستحقونها مع ما يتبع ذلك من مكاسب معنوية يجللها التقدير والإكبار والثناء الذي يهواه ويتطلع إليه جميع الناس مقصر ومبرَز.
راعي الجائزة رجل متميز وطموحه بلا حدود وهو منذ عقود قال – ما احب انا المركز الثاني الاول اموت واحيا به – وهو يسعى بصبر وجلد كبيرين إلى تحقيق ذلك في كل مشاريعه ومسؤولياته وما أكثرها وما أكبرها، وجائزة مكة للتميز التي ابتكرها ومازال يرعاها مع كوكبة من رجاله المتحمسين ليست مجرد جائزة واحتفالية سنوية فمع ما لها من الآثار الإيجابية الكبيرة فإنها فوق ذلك عنوان لمشروع ضخم اسمه تطوير منطقة مكة المكرمة إنسانا ومكانا وهو مشروع يسعى أمير مكة لأن يجعله عنوانا للتميز شكلا ومضمونا، ممهورا بنكهة سعودية الأصل عربية الانتماء إسلامية الروح، والذي يعرف حجم الحب الذي يضفيه الأمير على هذا المشروع الحيوي الضخم يستطيع استشراف بيارق النجاح وهي ترفرف على كل لبنة من لبنات مشروع السعودية الحديثة الذي ترعاه وتدعمه قيادتها ويتصدى لتنفيذه في منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بكفاءة واقتدار وحب وإبداع.
لقد قلت إن الذين فازوا بالجائزة لم يكونوا متطلعين إليها وهذ طبيعي بحكم حداثتها لكنها من الآن فصاعدا ستكون مطمحا يتطلع إليه كل من يريد أن يكون في صدارة مشهد مشروع تطوير مكة المكرمة الذي يتهيأ لأن يكون حديقة غناء كل مكوناتها تنتمي إلى التميز.