على مدى أسبوعين تابع الجراح الفرنسي جاك بيريه المدنيين وهم يموتون في غرفة عمليات مضاءة بالشموع من جروح كان يسهل علاجها في وقت السلم بينما تسقط قذائف المورترعلى مدينة حمص المحاصرة. وعمل بيريه الذي شارك في تأسيس منظمة أطباء بلا حدود إلى جانب جراحين سوريين في مستشفى مؤقت قرب بابا عمرو. وبعد عودته إلى باريس أبلغ بيريه الصحفيين أن الظروف المعيشية داخل ثالث أكبر مدينة سورية "كارثية" بسب نيران المورتر التي لا تهدأ والتي دمرت مباني وتركت الأطباء يعملون دون كهرباء. وقال إنه بقي داخل المبنى لكيلا يستهدف أو يعتقل كجاسوس.
وأضاف "إذا كنت في بابا عمرو ربما انتهى بي الامرمثل الصحفي كولفين. لا يمكنك أن تعالج الناس في هذا الحي. الوضع غير محتمل". وقال بيريه الذي عاد إلى فرنسا يوم الجمعة قبل الماضي إنه سافر إلى حمص بشكل مستقل ثم طلب رعاية جماعة إسلامية فرنسية إذ لا تسمح أطباء بلا حدود بشكل طبيعي لأعضائها بدخول الدول بصورة غيرقانونية. واستطرد "كان من المهم الحصول على مثل هذا الدعم لذلك كان معي على الأقل دعم جماعة إسلامية وما كان لأحد أن يظن بي على الفورأني جاسوس أميركي".
وعندما دخل حمص اضطر بيريه (71 عاما) إلى العمل مع أطباء محليين في بناية سكنية. الكهرباء الناتجة من مولد يعمل بالديزل تأتي على نحو متقطع مما يجعل الجراحين يعملون على ضوء الشموع عندما ينفد الوقود.