ربط خريجو المعاهد الصحية بين توجه وزارة التربية والتعليم لتعيين ممرضين في مدارسها، ومعاناتهم من جراء عدم توظيفهم، بأن هذه الخطوة تعد بمثابة بارقة أمل تنهي معاناتهم، وذلك عقب ما دار في أروقة اللقاء الثالث لمديري الوحدات الصحية المدرسية الذي استضافته مدينة أبها يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، حيث دعا إلى ضرورة دعم المدارس بممارسين صحيين.
ويرى الخريج تركي العتيبي أن صحة الطلاب والطالبات من أهم بنود الوثيقة الخاصة بسياسة التعليم في المملكة، التي تتضمن رعاية الطالب تربويا وتعليميا واجتماعيا وصحيا وسلوكيا، الأمر الذي يبرز الحاجة لتخصيص ممرض لكل مدرسة ليتولى تقديم الخدمات الصحية والوقائية لمنسوبيها من معلمين وطلاب.
ويؤكد الخريج عائض القحطاني، أن وجود أكثر من 13 ألف مدرسة للبنين، كفيلة باستيعاب خريجي المعاهد الصحية، على اعتبار أنهم مؤهلون لممارسة ذلك العمل، وإنهاء معاناتهم من عدم التوظيف، التي ما تزال تدور في حلقة مفرغة بين أروقة وزارات المالية والخدمة المدنية والصحة.
أما الخريج محمد البقمي، فأشار إلى أن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، يتضمن الاهتمام ببيئة التعلم وتطوير المدارس، والعملية التعليمية بأبعادها كافة، ومن أبرزها رعاية الطالب صحيا، وتقديم خدمات صحية ووقائية له، تنعكس إيجابا على مسيرته الدراسية وتحصيله العلمي. وناشد المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بتبني هذه الخطوة، التي من شأنها إنهاء معاناة خريجي المعاهد الصحية، وتحقق ما تصبو إليه الجهات التعليمية من تطوير لخدماتها، على اعتبار أن هناك أكثر من نصف مليون معلم ومعلمة وقرابة خمسة ملايين طالب وطالبة، يدرس البنين منهم في أكثر من 13 ألف مدرسة في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها.
ويضيف الخريج حسين آل بحير، أن هناك تجارب لعدة دول في هذا المجال يمكن الاستفادة منها، وعلى وجه التحديد سلطنة عمان، التي أولت رعاية المجتمع المدرسي جل اهتمامها من خلال تخصيص ممرض لكل مدرسة، يعنى بتقديم الخدمات العلاجية، وما يتعلق بالتثقيف الصحي، والغذاء، وصولا إلى إعداد جيل يتسم بالصحة الجيدة، ويمتلك ثقافة عالية في التعاطي مع الغذاء، ليختار الأنسب منه، ويبتعد عن كل ما هو ضار.
من جهته، أوضح المدير العام للصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم الدكتور سليمان الشهري، على هامش اللقاء الثالث للصحة المدرسية، أن إدارته أدرجت الاحتياجات الماليّة التي تحتاجها الجهات ذات العلاقة في الوزارة، حيث تمّت الموافقة على إدراج 150 وظيفة، فيما تتواصل الجهود لإحداث 900 وظيفة تحت مسمّى "ممرّض فنّي" على أن يتم توزيعها على المدارس بعد تأهيلهم وتدريبهم، متطلعا أن تتم تغطية المدارس كافة بممرضين وممرضات، إلا أنه لم يربط بين ذلك التوجه ومخرجات المعاهد الصحية.