في الوقت الذي أكدت فيه وزارة "العمل" في حديث إلى "الوطن" أمس أنها لم تمنح أحداً تأشيرة سائق أجرة منذ نحو 7 سنوات، كشف نائب مدير "مجموعة محمد الحمالي"، المستثمرة في مشروع تاكسي عسير، خالد الحمالي عن توقف جزئي للمشروع بسبب عدم وجود سائقين سعوديين.

وقال الحمالي في تصريح إلى "الوطن" أمس: "السعوديون يبحثون عن سيارات الأجرة كدخل إضافي، والنظام يشترط علينا سعودة سيارات الأجرة بنسبة 100%، لذلك هنالك توقف تصل نسبته إلى 30% من حجم مشروع تاكسي عسير بسبب عدم وجود السائق السعودي".

وأضاف: "أعلنا في الصحف عن رغبتنا بتوظيف سعوديين كسائقي أجرة، بمزايا عدة أهمها الراتب الثابت، والتأمين الطبي، والتسجيل في التأمينات الاجتماعية، والمكافآت، إلا أنه لم يتقدم لنا أحد جاد يبحث عن العمل"، مشيرا إلى أن أهم عثرة تواجه مشروع تاكسي عسير خلال هذه الفترة هي عدم توفر السائقين.

وأوضح الحمالي أن مشروع تاكسي عسير جاذب للاستثمار، وقال "من المتوقع أن يصل حجم الاستثمار في هذا المشروع إلى 100 مليون ريال بحلول عام 2015، لكنني أخشى أن يضعف المشروع بسبب عدم توفر السائقين، وعدم حصولنا على تأشيرات لتشغيل السيارات المتوقفة لدينا"، متوقعا أن يسهم مشروع تاكسي عسير في دعم ارتفاع معدلات السياحة بالمنطقة بنسبة 15% خلال السنوات القليلة المقبلة، حيث قال:"المنطقة تحظى بإقبال كبير من السيّاح الخليجيين على وجه التحديد، إلا أنهم كانوا في السابق ممتعضين من ضعف خدمات النقل داخل المنطقة بسبب وجود سيارات أجرة خاصة متهالكة جدا، وهو الأمر الذي سينجح مشروع تاكسي عسير في القضاء عليه".

وأكد أن المستثمرين في قطاع سيارات الأجرة في المملكة يعتمدون بنسبة كبيرة على السائق الأجنبي بصفة غير نظامية، وقال"إنهم مضطرون لتشغيل السائق الأجنبي، لأن السعوديين يبحثون عن سيارات الأجرة كدخل إضافي، ويرفضونها كوظيفة يعتمد عليها كمصدر دخل شهري"، لافتا إلى أن بعض العمالة الأجنبية التي تعمل كسائقي سيارات أجرة يدخلون شهريا نحو 10 آلاف ريال في السوق المحلية، مبينا أن هذا الرقم يستطيع السعودي تحقيقه في حال اعتماده على سيارات الأجرة كمصدر دخل ثابت.

وأوضح الحمالي أن العمل في مشروع تاكسي عسير سيوفر للسعوديين نحو 5500 ريال شهرياً في حال العمل لمدة 8 ساعات يومياً، قائلا:"أستغرب البعد عن هذا العمل رغم أنه يحظى بمزايا عدة كما ذكرت سابقاً".

وشرح أن عدد السيارات التي تعمل من قبل شركته في مشروع تاكسي عسير تبلغ 150 سيارة، إلا أنه استدرك:"للأسف 40 سيارة منها، متوقفة عن العمل بسبب عدم وجود السائق السعودي، وبذلك نحن ندفع أقساط سيارات متوقفة لا يوجد لها سائقون"، متمنيا أن يتجه السعوديون في منطقة عسير نحو العمل في مشروع تاكسي عسير، وقال "هذا المشروع سيساهم في دعم المنطقة، ومن الحوافز التي شجعتنا على الاستثمار به هو ما يوليه أمير المنطقة الأمير فيصل بن خالد من دعم كبير لهذا المشروع".

وأشار الحمالي إلى أن منطقة عسير تحتاج إلى 500 سيارة أجرة كمرحلة أولية من التشغيل، مضيفا أن السيارات التي تتبع مشروع تاكسي تبلغ نحو 250 سيارة هذه الفترة تشغلها شركتان.

من جهة أخرى، أكد مصدر مطلع في وزارة العمل في حديث إلى "الوطن" أمس أن الوزارة لم تمنح أي تأشيرة سائق أجرة منذ نحو 7 سنوات، مضيفا "الرقابة ليست دورنا حول مدى تطبيق النظام من عدمه، والوزارة تمنح التأشيرات لشركات الأجرة في التخصصات التي لا تلمس وظيفة السائق بشكل مباشر كالسكرتارية والمحاسبة وغيرها".