اعتبرت جامعة الملك سعود ما نشرته مجلة "ساينس" العلمية الأميركية من ردود وتعليقات لعلماء أجانب يعترضون على قضية شراء البرستيج الأكاديمي من جامعات سعودية بمثابة "اعتذار ضمني" من المجلة.
وقال مصدر مسؤول في الجامعة لـ "الوطن" أمس، إن 84% من التعليقات على التقرير تتفق على مصداقية وسلامة منهج جامعة الملك سعود في تعاونها مع الباحثين العالميين، وإن ممارستها في هذا الاتجاه تتوافق مع الممارسات العالمية المتعارف عليها في الأوساط الأكاديمية. إلا أن ما نشرته المجلة لا يعدو كونه تعليقات وردودا على التقرير، ولم يتضمن اعتذاراً صريحاً عن الاتهامات. ومن هذه الردود مقال لعالم يدعى يوفي بيكر أكد فيه أن تعاونه مع الجامعة في مجال علمي ومتقدم ودقيق وتحديداً في تجارب الليزر الإلكتروني.
وكانت "ساينس" نشرت في ديسمبر الماضي تقريراً اتهمت فيه جامعتي الملك سعود والملك عبد العزيز، بدفع مبالغ مالية لرفع التقييم العلمي لهما.
في تطور جديد لقضية مجلة "ساينس" التي نشرت في ديسمبر الماضي تقريرا عن الجامعات السعودية، اعتبرت جامعة الملك سعود ما نشرته المجلة أمس، من ردود القراء حول موضوعها السابق الذي اتهمت فيه جامعتي الملك سعود والملك عبد العزيز، بدفع مبالغ مالية لرفع التقييم العلمي لها، اعتذارا ضمنياً عن تلك الاتهامات.
وحصلت "الوطن" على نسخة من الصفحات التي نشرت فيها الردود، والتي حملت عنوان "رسائل"، وجاء في مقدمتها، رسالة ذيلت بإسم المحررين كولين نورمان، وجينيفر سيلز تشكر فيه القراء على ورود أكثر من 120 تعليقا حول موضوع "الجامعات السعودية" المنشور في ديسمبر 2011، وقالت إن تلك الردود غطت عدداً من الآراء، منها ما ناقش عدداً من القضايا النقدية لمستقبل الأبحاث في السعودية والمنطقة، وذيلتها بالدعوة للاطلاع على كافة التعليقات في الرابط الإلكتروني للمجلة.
ورصدت الصحيفة عدداً من تلك الرسائل، عنونت إحداها بعبارة "رد جامعة الملك سعود"، المذيل باسم مساعد وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي لشؤون البحث العلمي الدكتور عبد العزيز الخضيري، وآخر معنون برد جامعة الملك عبد العزيز، لوكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عدنان زاهد.
واعتبرت جامعة الملك سعود أمس أن المجلة أكدت سلامة موقف الجامعة وسياستها البحثية وتعاونها الدولي، حيث كتب محررا مجلة الساينس، كولين نورمان وزميله جنيفر سيلز أن المجلة تلقت 120 تعليقا على المقالة التي كتبها محرر المجلة يوهديتش باتاشرجى في 9ديسمبر 2011 .
وقال مصدر في الجامعة لـ "الوطن" إنه من خلال مراجعة التقرير وتحليل التعليقات التي تضمنها تبين لها أن السواد الأعظم منها، وهو ما يمثل 84% يتفق على مصداقية وسلامة منهج جامعة الملك سعود في تعاونها مع الباحثين العالميين وأن ممارستها في هذا الاتجاه تتوافق مع الممارسات العالمية المتعارف عليها في الأوساط الأكاديمية، لافتاً إلى أن المجلة أكدت من خلال حديث للعالم يوفي بيكر مهنية جامعة الملك سعود، استناداً إلى أن بيكر هو أحد البارزين في معهد ماكس بلانك المرموق الذي سبق أن حصل 17 من علمائه على جائزة نوبل، والذي أكد في مقالته أن تعاونه مع الجامعة في مجال علمي متقدم ودقيق وتحديداً في تجارب الليزر الإلكتروني، وأشار إلى تعاونه مع الدكتور عمر الدوسري من قسم الفيزياء بجامعة الملك سعود ، وبمشاركة طالبة الدراسات العليا مشاعل الخالدي في تجارب حقيقية مؤكداً أن تعاونه البحثي مع جامعة الملك سعود تعاون حقيقي مطالباً بتقدير مثل هذه الجهود العلمية لتطوير الدول العربية.
واعتبرت جامعة الملك سعود، أن نشر حديث العالم بيكر عن تعاونه مع الجامعة إشارة من مجلة الساينس إلى تصحيح المعلومات التي وردت في مقالها السابق عن الجامعة وكأنه اعتذار ضمني لهذه الجامعة العريقة .
وانتقدت الجامعة عدم منح هيئة تحرير مجلة "ساينس" فرصة التعليق للكاتب يوهديتش باتاشرجى كاتب المقالة الأصلية فيما نشرته أمس رغم أن المجلة اعتادت على إعطاء مساحـة لكاتب المقالة للتعليق أو إيضاح رأيه على الردود فيما طرحه، معتبرة ذلك إشارة إلى عدم رضا المجلة عن أسلوب تناول هذا الكاتب وطرحه في المقالة الأصلية الموضوع الذي وصفته هيئة التحرير بأنه موضوع حساس لمستقبل العلوم في السعودية وفي المنطقـة عموماً.