اليومان اللذان أمضتهما الحكومة الإسرائيلية المصغرة في حجمها والكبيرة بقراراتها ، لم تذهب سدى ، إذا ما رأينا المحصلة التي خرجت بها داخليا وخارجيا.
فهي استطاعت امتصاص النقمة الخارجية على السياسة الإسرائيلية التي سبقت وأعقبت المجزرة البشعة بحق أسطول الحرية ، وأظهرت إسرائيل للعالم إنها الحمل الوديع الذي يخضع لما ينادي به المجتمع الدولي ، فها هي قررت تخفيف الحصار عن قطاع غزة ،وأن التصعيد العربي والتركي ما كان له داع،وهو باعتقاد إسرائيل فرصة لطرف إقليمي يفتش فيها عن دور ليس إلا.
واستطاعت إسرائيل أن تمتص النقمة الداخلية عبر إعلانها تشكيل لجنة التحقيق المطعمة بعضوين أجنبيين.
ولكن مَن صدّق إسرائيل اثنان فقط : قادة الكيان الصهيوني ، والولايات المتحدة الأمريكية.وهو أمر كان متوقعا حسب التجارب السابقة والممارسات اللاحقة لواشنطن تجاه طفلها المدلل.
كانت الطريقة الوحيدة التي تخرج بها إسرائيل على العالم ، طامسة جريمتها هي قرار مقتضب لم يغير من واقع الأمر شيئا.
فلا فك الاحتلال الحصار البحري ، والبري سيبقى بيده مع حظر على الإجراءات الأمنية المتبعة لتبرير مزاعمه بمنع تدفق السلاح والمواد الحربية إلى القطاع.
المضحك أن تستطيع إسرائيل إقتاع المجتمع الدولي بهذه الإجراءات بأن قطاع غزة سينعم في المستقبل بكل ما يتمناه سكانه الذين مضى على حصارهم أربع سنوات ، والمضحك أكثر إذا اقتنع العالم بذلك ، في ظل التهديدات الرسمية الإسرائيلية لكل من تسول له نفسه المشاركة بأي من أساطيل الحرية التي بدأت تستعد للإبحار نحو غزة.