يدين لي السيد رئيس شركة الكهرباء بثلاجة من الحجم الكبير، وجهاز تكييف كانا بحالة ممتازة قبل أن يتحولا إلى مجرد كومة حديد بعد تلفهما نتيجة للانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي هذا الأسبوع، ولأكثر من مرة خلال اليوم الواحد.
فمنذ أيام ومدينتي العزيزة حفر الباطن تتسلم راية الانقطاع المتكرر من منطقة القصيم بعدما أنهك أهلها الصيف الماضي، مما يجعل صيف حفر الباطن أكثر سخونة من المعتاد، وهي التي ليست بحاجة لدرجة حرارة واحدة إضافية كونها تقارب الخمسين أصلا!
أصبحت مؤخرا أتنبأ بانقطاع الكهرباء حتى قبل أن أصل بيتي. فعندما أرى الأسر وهي تتجول بسياراتها في الشوارع ظهرا أدرك أنها لم تكن لتخرج من أجل "شم الهوا". ويزداد يقيني بوجود انقطاع وأنا أرى تجمهرا أمام شركة الكهرباء، لأنه من البديهي أنهم لم يجتمعوا للتسامر وتجاذب أطراف الحديث مع موظفي الشركة!
في كل عام يعدنا أحد مسؤولي "الكهرباء" بجعل انقطاع الكهرباء من الماضي، لكن تزداد الانقطاعات عاما بعد آخر، مما قضى على ما تبقى من مصداقية للشركة أمام مشتركيها. قبل يومين فقط خرج محافظ هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج على قناة "الإخبارية" ليناقض الواقع بالتأكيد على أنه لا يوجد تدوير في قطع التيار بين الأحياء في البلد، برغم أنه مطبق في الدول المتقدمة لتخفيف الأحمال. صدقوني أنه لم تتسن لي مشاهدة بقية اللقاء لأنه حان الدور على منطقتنا السكنية في الانقطاع!
قبل أن أذهب.. أود أن أدخل في مقايضة مع رئيس "الكهرباء". إذ سأتوقف عن المطالبة بتعويض أجهزتي التالفة، مقابل أن يضمن لي عدم تكرار الانقطاعات خلال هذا الصيف فقط، وإن كنت أشك في استطاعته ذلك.
سأتوقف هنا قبل أن يباغتني انقطاع آخر للتيار!