الكل يعرف مجلس الأمن الدولي، والمتبادر إلى أذهان كل من يعرف هذا المجلس أنه مجلس عدالة وتقاض وحل أزمات. إلا أن هذه المعلومة التي تؤمن بها غالبية الشعوب مغلوطة مع بالغ الأسف، بسبب وجود نظام غير مرغوب فيه في هذه المنظمة الدولية، وهذا النظام هو الفيتو (حق النقض) الذي تمارسه الدول دائمة العضوية فيما يتعارض مع مصالحها وأهدافها السياسية! وهو الأمر الذي استاء منه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، والذي تفاعل مع هذه القضية وفق ما يمليه عليه ضميره الحي.
ومع بالغ الأسف أن حق النقض (الفيتو) دائما يقف مع الجلاد ضد الضحية، ومن تتبع كيفية اتخاذ ذلك القرار منذ بداية تأسيس هيئة الأمم المتحدة وجد أنه يستخدم معيار المصلحة الخاصة مقدما على المصلحة العامة، حيث إن هذا الحق يهدم أي اجتماع وتكتل ضد أي تصويت لاتخاذ أي قرار حاسم يتعلق بقضايا الأمن في العالم كما حصل في القضية السورية، فدماء أي سوري هي في رقبة حق النقض الذي ما زال يشارك بقتل السوريين.
خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - صاحب المبادرات الجريئة الشجاعة والمتزنة وقف ـ ومن خلفه شعبه الكريم ـ وقوف الجبال الراسخة مع إخوتنا السوريين ضد هذا القرار الجائر، الذي مارس أصحابه تغليب المصالح على حساب الشعب السوري المغلوب على أمره، نحن معك قلبا وقالبا يا صاحب المبادرات الشجاعة.