نتكلم عن غلاء كثير من السلع ونلوم أصحابها ولا نتكلم عن تدافعنا بنهم شديد على الشراء حتى وإن كانت هذه السلعة موجودة في بيوتنا أو من الكماليات التي لا تتوقف عليها عجلة الحياة. لا توجد لدينا ثقافة اقتصاد وترشيد أو مقاطعة للسلعة الغالية كغيرنا من شعوب الأرض التي لديها ثقافة الترشيد والاقتصاد وتطبيق المقاطعة الجماعية للسلعة الغالية حتى يعود سعرها المقبول.

لقد شكا الناس إلى عمر بن الخطاب غلاء اللحم فقال (اتركوه) أو كما قال رضي الله عنه.

نتكلم عن الفقر بينما الكثير من نسائنا جعلن جدول الحياة اليومي استنزافا مرهقا لميزانية كثير من الأسر بين المشغل والكوافيره والكوفي شوب وتبديل الأثاث واللهث في المولات وراء ما يسمى بالموضات والصرعات التي صرعت ميزانية الكثير من الأسر.

ننتقد نظام ساهر ولا نتحدث عن أهمية سلامة الأرواح والممتلكات، وضرورة ردع كل من يقود سيارته بتهور أو يقطع الإشارة المرورية أو يتجاوز الواقفين عند الإشارة بالالتفاف عليهم من أقصى اليمن إلى أقصى اليسار في تصرف منزوع الحياء والأدب والاحترام.

نتحدث عن الطالب الذي ربما عاتبه معلمه على تقصيره ولا أقول ضربه ثم لا نتكلم عن المعلم المضروب أو المعلم الذي حطمت سيارته. نتكلم أثناء البحث عن زوجة في أدق تفاصيل تلك العروس بما في ذلك فصيلة الدم القبلي وإلى أي الخطوط تنتمي وغير ذلك من مواصفات ومعايير يكون الزواج على أساسها أو لا يكون ولا نتكلم عن شيء من هذه المعايير إذا ظفر أحدنا بورقة التصريح اللازم للزواج من خارج الوطن، التي بعدها تسقط كل المحاذير ويتم القبول بهذه القادمة بالتصريح دون النظر إلى أي الخطوط والملل والمهن تنتمي.

نتكلم عن الفساد الذي أصبح وراء تعثر كثير من المشاريع وضياع الكثير من حقوق الناس وغير ذلك من الأضرار دون أن نتكلم عن ضرورة العقاب والتشهير بالمفسد على الملأ لتسود الأمانة والاستقامة والنظافة.