ينطلق منتدى جدة الاقتصادي مساء غد تحت شعار "ما بعد الآفاق .. اليوم نبني اقتصاد الغد" في نسخته الثانية عشرة تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليعزز مكانته كأكبر تجمع اقتصادي يتناول موضوعات وقضايا العالم اقتصادياً.
ويستمر المنتدى على مدار أربعة أيام بمشاركة 50 شخصية سعودية وعالمية ومتخصصة في الحقلين السياسي والاقتصادي وسط توقعات أن يحضره أكثر من 3000 شخصية اقتصادية من داخل المملكة وخارجها كأكبر حدث عالمي تشهد منطقة الشرق الأوسط، وذلك بفندق هيلتون جدة.
وعبر رئيس مجلس إدارة غرفة جدة رئيس المنتدى صالح كامل عن عظيم سروره وامتنانه بالرعاية الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين لهذا الحدث الاقتصادي، الذي حقق مكانته الإقليمية والعالمية، مشيراً إلى أن المنتدى يشهد ولادة أخرى له تضاف إلى باكورة إنجازاته طيلة الفترة المنقضية، وما ذلك إلا اهتمام منه بصناعة الاقتصاد التي تعتبر أساس نهضة الشعوب وتقدمها في مختلف المجالات.
وأضاف أن المنتدى سيناقش 6 محاور علمية طيلة فترة انعقاد المنتدى. وتضم المحاور "بناء التكتلات" و"تحول مجلس التعاون لدول الخليج العربي إلى اتحاد في المستقبل القريب" و"التغيير"، إلى جناب "مستقبل المملكة والعلاقات التجارية العربية والتعاون القائم بين دول المنطقة" و"أعمال البر العربية" و"جيل المستقبل العربي"، في حين سيختتم المنتدى بحوار الشباب مع أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل، وهو التقليد الذي دأب عليه المنتدى على مدار دوراته الثلاث الأخيرة.
ونوه كامل بأن المنتدى الذي تبلغ ميزانيته 15 مليون ريال يركز بشكل كبير على مستقبل الاقتصاد السعودي والخليجي في السنوات المقبلة في مواجهة التحديات العالمية والأحداث، التي تشهدها المنطقة، مشدداً على حرص المنتدى على اختيار متحدثين من الداخل والخارج يخدمون المحاور والموضوعات المطروحة، مشيراً إلى أن اختيار "ما بعد الآفاق .. اليوم نبني اقتصاد الغد" شعاراً للمنتدى هو لبناء اقتصاد الغد للخروج بأفكار تبني اقتصاد المملكة للغد والمستقبل والنظرة للاقتصاد السعودي تتجاوز الآنية لبناء اقتصاد عالمي للأفق البعيد نظرا لما تتمتع به المملكة من خبرات كثيرة ومتنوعة ومتراكمة منسجمة مع متغيرات الاقتصاد العالمي.
ويحظى المنتدى بمشاركة عدد كبير من المتحدثين المحليين يتقدمهم أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة ورئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز ورئيس المجموعة السعودية للأبحاث والنشر الأمير الدكتور فيصل بن سلمان، و نائب رئيس معاهد الأبحاث بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا الأمير تركي بن سعود، إلى جانب وزير العمل المهندس عادل فقيه وعضو مجلس إدارة غرفة جدة رئيس مجلس الأمناء لكليات إدارة الأعمال الأهلية الدكتور عبدالله دحلان ورئيس مجلس إدارة شركة الزامل القابضة الدكتور عبدالرحمن الزامل.
وتضم قائمة أبرز المتحدثين العالميين في المنتدى نائب رئيس الوزراء التركي علي بابا جان ورئيس وزراء باكستان الأسبق شوكت عزيز ومساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الاقتصادية والطاقة والأعمال جوزيه فرنانديز ونائب وزير الخارجية لآسيا والمحيط الهادي في وزارة الخارجية بسنغافورة السفير فانو غويالا ميتون، إضافة إلى رئيس الوزراء الأيرلندي السابق جون بروتون والخبيرة العالمية في مجال التعليم داتوك نور والبروفيسور في الفيزياء والكيمياء بجامعة هيلسينكي الدكتور غاري لافونين ومدير معهد المهارات والعمل والتدريب في جامعة دويسبورج بألمانيا دانيا مجاهد، وكذلك المؤسس الشريك والمدير التنفيذي في أندوفر العالمية ليندا روتنبرج والرئيس التنفيذي لبي أم بي الإسلامية الدكتور هومابون دار، ومؤسس المؤتمر العالمي الإسلامي للأعمال الخيرية الدكتور طارق شيما وغيرهم من الخبراء والاقتصاديين.
وأوضح كامل أن غرفة جدة، ممثلة في اللجنة المنظمة للمنتدى، حرصت على اختيار محاور المنتدى مع الشريكين العلمي والاستشاري لتتوافق مع ما اكتسبه المنتدى من شهرة عالمية منذ انطلاقته عام 2000، حيث أصبح المنتدى بمثابة ورشة عمل عالمية تتلاقى فيها الأفكار من أجل الإنسانية جمعاء على اختلاف مشاربها وثقافاتها وأثار كثيرا من المضامين التي يمكن الاستفادة منها محلياً وعالمياً، لافتا إلى أن المنتدى رغم الطابع العالمي له إلا أنه سيركز في أحد محاوره على الشأن المحلي بشكل عام والشباب على وجه الخصوص، حيث يكمن المستقبل الاقتصادي والاجتماعي على السواء للمملكة في شبابها الذين بوسعهم أن يُحققوا بمواهبهم ازدهاراً اقتصاديا أكبر ويُعزِّزوا الاستقرار الاجتماعي، والأداة التي يستخدمونها في حياتهم اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى هي التواصُل عبر الشبكات الاجتماعية الذي من شأن استخدامه بشكلٍ مسؤول أن يؤثر إيجاباً على مستقبلهم.
ولفت إلى أن المنتدى لم يعد كياناً للتحدث وإلقاء أوراق العمل، بل صار من خلال ما اكتسبه من أهمية كبيرة يحمل آمالا كبيرة تجاه مستقبل الاقتصاد، الأمر الذي دفع القائمين عليه إلى أن يناقشوا كيفية بناء مستقبل الغد من خلال إشراكه للأسماء المعروفة على مستوى قادة الدول وشخصيات بارزة من صناع القرار الاقتصادي في أنحاء العالم.
ونوه كامل بأن المنتدى شهد تطورات عديدة وفاصلة حيث أعطى البعد المحلي للاقتصاد السعودي مكانة أكبر في مداولاته ونجح في ربط المحلي والإقليمي بالدولي وركز على القضايا التي تهم اقتصادات المنطقة من خلال طرح التجارب الإقليمية الناجحة، إضافة إلى المحاور الدولية التي تناولت القضايا المتعلقة بتطوره في ظل المتغيرات المتسارعة التي طرأت على الاقتصاد العالمي. فهو إلى جانب ذلك كله تعريف بالمزايا الفريدة لجدة وبالمناخ الاقتصادي والاستثماري الذي يتسم به الاقتصاد السعودي.
وأشاد بالدعم الذي لقيه ويلقاه المنتدى من أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مما مكنه من أداء رسالته وتحقيق أهدافه المبنية على الاستفادة من تجارب الآخرين في عالم صناعة الاقتصاد والمال والأعمال وإيجاد بيئة رحبة للتحاور والتباحث في الأفكار المحلية والإقليمية والعالمية والاقتصادات القوية الكبرى، بعد أن نجح وخلال مسيرته المنقضية في ملاحقته السريعة لكل جديد وتقديمه للأفكار وخلاصة تجارب الأسواق العالمية والشركات الكبرى فهو بمثابة نقاط جذب للمستثمر وتوسيع آفاقه الاقتصادية.