نعت منظمة اليونسكو ممثلة في شخص مديرتها العامة، إيرينا بوكوفا، وزير الثقافة المصري الأسبق والكاتب ثروت عكاشة الذي رحل عن عالمنا عن عمر يناهز الواحد والتسعين عاما.

وأعربت بوكوفا عن عميق حزنها لنبأ وفاة ثروت عكاشة قائلة: لقد كان الراحل واحدا من المخططين الرئيسيين لعملية إنقاذ آثار النوبة، وذلك بالدعوة للتضامن العالمي، التي أطلقها الراحل في الثامن من شهر مارس من عام 1960، من منصة اليونسكو، مع كريستيان ديروش نوبلكور، بمعنى أنه قد بدأ ما كان سيصبح، فيما بعد، أولى الحملات الدولية لحماية التراث الثقافة. مضيفة: إنه يوم حزين لليونسكو، ونبأ أليم حينما نعرف أن المبادر إلى إطلاق حملة إنقاذ آثار النوبة يختفي في نفس العام المصادف مع الاحتفال بالسنة الأربعين لاتفاقية التراث العالمي، وبعد بضعة أشهر على وفاة كريستيان ديروش نوبلكور. وقالت "هنا يجب أن نذكر بأن حملة الإنقاذ هذه، التي بدأت بأقل من جيل بعد الحرب العالمية الثانية، كانت تمثل عهدا جديدا من التعاون الدولي، ومن خلال إظهاره أن حماية هذه الآثار ذات القيمة العالمية هي مسؤوليتنا المشتركة"، مؤكدة أن الراحل قد ساهم في تمهيد الطريق لاتفاقية التراث العالمي، مشيرة إلى أن مصر آخذة في التغير.

وترى بوكوفا أن شعب مصر يمكن أن يتذكر رسالة ثروت عكاشة وهو مقتنع أن التنمية الاقتصادية والحيوية الديموقراطية تعتمد أيضا على الهوية الثقافية، مستشهدة بقول الراحل ثروت عكاشة: "لا يمكننا أن ننسى أن الرجل لا يعيش بالخبز وحده. إن عيون وعقل الإنسان تحتاج إلى الغذاء الروحي الذي يتم توفيره عن طريق التأمل في أعمال عبقريته الإبداعية الخالدة".

يذكر أن الدكتور ثروت عكاشة، الذي كان عضوا سابقا في المجلس التنفيذي لليونسكو، قد نال أيضا وسامي المنظمة الذهبية والفضية لمساهمته في إنقاذ أبو سمبل وآثار النوبة.