رغم استماتة المجتمع الدولي في فتح ممرات آمنة لإدخال مساعدات إنسانية للسوريين، إلا أن نظام دمشق يرفض هذه المطالبات ويحكم قبضته على مختلف المنافذ لمنع دخول أو تسريب أي شكل من أشكال المساعدات للمحاصرين. إلا أن أجنحة المعارضة في الداخل وبعض رموز المجلس الوطني المعارض، نجحت في مباشرة عملها اليومي من خلال استخدامها شرائح اتصالات إقليمية للتواصل فيما بينها بعيداً عن أعين "الرقابة الأمنية" المشددة من قبل النظام على شبكات الاتصال الداخلية.
"رازيما" وهو الاسم الحركي لمعارضة كردية لنظام بشار الأسد، تعود أصولها لمدينة القامشلي، تتحرك بين المناطق الخاضعة للجيش السوري الحر، ولا تستخدم في اتصالاتها أي شرائح جوالات تخضع لنظام التشغيل الحكومي منذ أكثر من ست أشهر. وتتواصل رازيما مع زملائها في تنسيقيات المعارضة السورية بالداخل باستخدام شرائح جوالات "سيم كارد" التي تعود لمجموعة شركات اتصالات "سعودية وأردنية وتركية". وقالت إن الثوار لجؤوا لاستخدام هذه الشرائح بعد حملة اعتقالات واسعة نفذتها أجهزة مخابرات دمشق بين صفوف الفرق الميدانية المعارضة.
وتأتي تفاصيل الرصد والمراقبة للمحتجين في الداخل بعد مراقبة الرقم المتسلسل لأجهزة هواتف الثوار. وفي البداية كانت المعارضة تقوم بشراء شرائح جوالات سورية محلية عبر إعطاء معلومات خاطئة في نموذج التسجيل التابع للشركات المحلية، إلا أن هذه الخطوة أثبتت فشلها لأن "الأجهزة الأمنية" تمكنت رغما عن ذلك بواسطة ما تملكه من أجهزة رقابية من القبض على عدد من الناشطين عبر تسجيل مكالماتهم الصادرة والواردة لإدانتهم بها. ودخلت لعبة "القط والفأر" بين النظام والمعارضين حلبة "السباق التقني"، فلجأ الناشطون مثلاً إلى استخدام أجهزة جوالات قديمة ليس لها "رقم تسلسلي" ولا يمكن لأجهزة الأمن تتبعها.