كل الأخبار التي تصل من مونديال جنوب أفريقيا سواء في وسائل الإعلام أو المراسلين تؤكد أن هذا المونديال صنف ثالث، فبغض النظر عن روعة المنشآت وجمال البلاد فإن كل شيء لا يوحي بنجاحه، حتى إن أحد أهم المعلقين الرياضيين قال "أعتقد أنها المرة الأولى والأخيرة التي يقام فيها مونديال في قارة أفريقيا"!.
أما نحن العرب فقد عقدنا العزم على تشجيع المنتخب العربي الوحيد في النهائيات، وهو منتخب الجزائر لكنه خسر أول مبارياته أمام فريق أقل ما يقال عنه أنه كان فريقاً متواضعاً جداً، وهذه ضريبة خطأ لاعب لا يأخذ الأمور بجدية سواء الغزال أو الحارس الشاوشي اللذين أضاعا تعب فريق كامل لعب بشكل جيد طيلة المباراة، ليخرج الأول ببطاقة طرد خلال دقائق من نزوله الملعب، وليمنى الثاني بهدف لأنه لم يكلف نفسه عناء صد الكرة والتعامل معها بشكل جدي ووفق المطلوب فتحولت هدفاً على الرغم من أنها كانت أشبه بتمريرة ضعيفة.
وعلى الرغم من دفاع مدربهما عنهما، وبالتالي تعرضه لهجوم كبير من الصحافة الجزائرية التي نبهته مراراً إلى أن الغزال غير مؤهل ليلعب مع المنتخب وخاصة أنه لم يعط شيئاً في الفترة الأخيرة، فقد خيبا ظن ملايين المتابعين للمنتخب الجزائري الذي لم نكن نريد منه إلا أن يقدّم عروضاً تشرّف الكرة العربية، إلا أن الخسارة غير المستحقة تقهر بالفعل، ولا يمكن اعتبارها تحصيل حاصل، لأنه كان بالإمكان أفضل مما كان.
وفي كل الأحوال لم نشعر حتى تاريخ كتابة هذه الزاوية أن مستوى المنتخبات الأخرى أفضل باستثناء منتخب ألمانيا الذي قدّم عرضاً رائعاً، وقد أثبت هو ومنتخب غانا كونهما أصغر منتخبين في المونديال أن روح الشباب قد تتفوق على خبرة الكبار الذين انتهت صلاحية بعضهم ومازالت بعض الفرق تعتمد عليهم وخاصة بعض فرقنا العربية التي لديها عقدة اسمها النجم الأزلي وكل تفكيرها ينصب على كسب رضاه مع أنه لم يعد قادراً على العطاء أبداً، لكنها ما زالت تفكر أنه قد يكون المنقذ في أي لحظة فنخسر كل اللحظات بما فيها هذه اللحظة الموعودة.
وكله كوم وذلك الاختراع المسمى بفوفوزيلا الصاخب كوم آخر، وتصور أن كل الحضور في الملعب يستخدمها وعليك أن تسمعها طيلة المباريات، ونحن بالأساس عصبيين وواقفين على (نكشة) حتى نهتز تعصيباً من كل ما يدور حولنا ليأتي هذا "الزمور" الفريد ويقضي على البقية الباقية من أعصابنا، ولا نعتقد أن المنتخبات المتبارية ستقبل باستمراره، ونتمنى أن تتحرك حفاظاً على أعصابها وأعصابنا.