شركة "أبل" تبيع مليوني جهاز آي باد و"إبل" تباع بمليوني ريال. تحت العبارة الأولى صورة لجهاز آي باد وتحت العبارة الثانية صورة لجمل... كان هذا مضمون كاريكاتير منشور في صحيفة الرياض أول من أمس الاثنين، فكرته تركز على رسالة هامة عن قيمة المال والثقافة الاستثمارية لدى الغرب والعرب.
الكاريكاتير من أبلغ وأقصر الطرق لإيصال المعلومة وهو فن قائم له أصوله ورواده ومحبوه. في كل صحف العالم يحتل الكاريكاتير مرتبة متقدمة في اهتمامات القراء. بل إن بعض الصحف تقوم مبيعاتها على رسام كاريكاتير، والكثير من القراء يشتري الصحيفة فقط ليقرأ الكاريكاتير.
مبدئيا لست ضد الإبل ولكني ضد من يصرفون الملايين على "جمل". الكاريكاتير يشرح العقلية الغربية في استثمار وتوجيه المال فشركة أَبِل الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والكمبيوتر التي أصبحت من أكبر شركات التقنية في العام بدأت بسيطة وبرأسمال قد يساوي القيمة التي يدفعها العربي ثمنا للجمل. وفي الأخير نسأل ما هي القيمة لكلا التوجهين!! فهل صرف مليوني ريال على جمل يساوي صرف مليونين على تأسيس عمل يكبر وينمو ويفيد ويستفيد!
شركات عملاقة وأثرياء بدأت أعمالهم بأرقام متواضعة جدا ولكن هدفهم الأول والأخير كان استثماريا وعقليتهم استثمارية لا استهلاكية.
التخطيط للمستقبل للفرد أو الدولة يجب أن ينطلق من هذا التفكير. الصرف بكثرة على المشاريع الاستهلاكية سيؤدي إلى تحميل الفرد والدولة مبالغ عائدها المستقبلي معدوم.
أبل وإبل يجب أن نقف عندها كثيرا ونفكر في المستقبل! الرخاء لا يدوم وما يتوفر اليوم قد يكون معدوما في الغد والفرص تأتي وتذهب سريعا فمن يكتب له أن يستثمرها فهو الرابح ومن يتمادى ويسوف ويتمنى فهو الخاسر.
"ريتشارد برانسون" صاحب أكبر شركة في العالم "فيرجن" يمتلك أسطولا من الطائرات وأعمالا كثيرة. من يقرأ كتابه عن أسرار نجاحه يذهل من العقلية التي يفكر بها.
من القصص التي أوردها أنه عندما أسس شركة للطيران قاعدتها مطار هيثرو في لندن، استأجر صالونا لركاب الدرجة الأولى، وأحضر ممتلكات بيته وأثث بها الصالون، وعندما سألوه أنه كان من الأفضل شراء أثاث أرخص ولا يغامر بأثاث منزله!!. فكتب إجابته: إن الزبون لديه أهم من نفسه وسأختار لزبائني ما أختاره لنفسي. عقلية استثمارية بحتة وعبارات عاطفية استطاع أن يسخرها لخدمة أهدافه المالية.
بعض الأفراد وأحيانا تشارك معهم بعض الدول العربية يعانون من نقص في الثقافة الاستثمارية! فالفرد ينفق بدون حساب والدول تصرف على مشاريع عوائدها المستقبلية معدومة في الوقت الذي كان بإمكان هؤلاء أن يوجهوا هذه المبالغ لمشاريع استثمارية لا استهلاكية.