أصدرت "وزارة التربية والتعليم"، قبل عامين تعميماً لا يستغرب على الفكر البيروقراطي السادر في كوكبٍ آخر، ويحرك الوزارة معتمداً تقويم السنة الضوئية! فمثلاً: هذا تعميم "عاجل جدا"! يقول: نظراً لانعقاد ورشة عمل للتدريب على الاختبارات التحصيلية في الفترة من 18ـ 21 /1 /1431هـ نأمل سرعة ترشيح من ترونه، وموافاتنا به بوقتٍ كافٍ! فإذا عرفت أن هذا التعميم "العااااااجل" لم يصل المعنيين إلا بتاريخ 24 /5 /1431هـ أدركت سبب إصابة الزميل/ "آينشتاين" بالتوحد!!
كل ماسبق ليس إلا جملة معترضة، فالتعميم المراد هو: الذي صدر مدجَّجاً بكل لهجات التشديد والوعيد والتهديد، ويقضي باستمرار الدراسة لطلاب الصفوف الدنيا ـ أولى/ تحت الدرج، وثاني/ مطبخ، وثالث/مسبح معطَّل ـ إلى آخر يوم من امتحانات طلاب الصفوف العليا ـ سادس/ بلكونة ومابعدها ـ وقد نوقشت سلبيات هذا التعميم، وليس فيه إيجابية واحدة، من جميع النواحي الاجتماعية، والنفسية، والتربوية، بل إن "الأخ/ أنا" توجَّه مباشرة بمقالة عنوانها/ "عاجل: إلى الجهات الأمنية"! نشرت والتعميم مازال "طازة" سنة 2008، ولهذا نوجه النداء الأخير لوزارة التربية والتعليم؛ لعلنا نجد قبل نهاية السنة الضوئية الحالية أذناً تعي أن هذا التعميم لايمت إلى "التربية والتعليم" بصلة! ونرجو ألا يكون ردها بتغيير الاسم، والعودة إلى "المعارف"، وليتها بحملها تثور!
ولن نقف عند هذا التعميم طويلاً؛ لأن أولياء الأمور حسموه "عملياً"، وقرروا تغييب صغارهم، فالتربية مسؤوليتهم أولاً وأخيراً؛ لامسؤولية سكان الكواكب الأخرى!
أما الجدير بالوقوف عنده طويلاً، وعريضاً، وعميقاً، وصباحاً، و"عز القايلة"، وليلاً، وفجراً فهو الخبر الذي أعلنت فيه الوزارة "تنازلها" من جديد، وإتاحة الفرصة من جديد، لمن أخفق في "القياس والقدرات"، من المتقدمين للوظائف التعليمية!
هذا التنازل استهتار بمهنة "التعليم"، وعبث بعقول أبنائنا، سيدفع الوطن ثمنه الباهظ ـ وفيه مايكفيه من المعلمين "المحاشي"، و"أنصافهم"، و"المتردية" و"النطيحة" وما أكل "التبن" ـ وسندخل تاريخ "التخلف" من جديد برضو، ولن نخرج إلا على محاكمة الأجيال القادمة لنا على ما اقترفناه ونقترفه بحقها من "تجهيل"! ومع أنها ستكون أجيالاً "حولاء" البصيرة؛ طبقاً لقول الزميل الأمير/ "أحمد شوقي":
وإذا "المعلِّمُ" ساءَ لحظَ بصيرةٍ * جاءت على يده الطلائع "حُولا"!
لكنها لن تغفر لنا أبداً أن جعلناها مخلوقات تجارب "مجانية" لخرِّيجي "خدمات الطالب"، بدعوى الشفقة والرحمة وحل مشكلة "البطالة"! وكأن من مسؤوليات "التربية والتعليم" أن توظف الشباب، أو تفتح فرعاً للضمان الاجتماعي على حساب أبنائنا! قلنا لكنكم: ليتها بحملها تثور!
وغداً ستعلق الأجيال صورنا جميعاً، فبِمَ تتوقعون أن يقذفونا؟! سأغطي صورتي بهذه المقالة، و... الرحمة حلوة ياعيالنا!