"طيبة ابني هي التي ورطته بالقضية وأنا حريص على ألا ينقطع نسله"، بهذه العبارة خاطب والد أحد المتهمين بالانضمام لخلية إرهابية عرفت بـ"قتلة الفرنسيين" القاضي ناظر القضية في المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس حيث مثل 3 متهمين من أصل 14 تورطوا في قتل 4 فرنسيين، وذلك في هجوم إرهابي مسلح تعرضوا له في فبراير 2007 بالقرب من المدينة المنورة، ووجهت إليهم 112 تهمة، فيما طالب الادعاء العام بإيقاع عقوبة "القتل" بحقهم، وتسبب عدم دراية أقارب المتهمين بأصول الترافع في تأجيل الجلسة.
وأكد والد أحد المتهمين أن ابنه وقع ضحية طيبته المعروف بها، وأنه لو شك في أنه متورط بالفكر الضال لما حضر إلى المحكمة، مشددا على حرصه كوالد في ألا ينقطع نسله.
وطالب 3 أشخاص بالترافع عن 3 من أقاربهم المتهمين بالخلية على الرغم من عدم درايتهم بأصول الترافع، وطلبوا إحضار التحاليل المخبرية والبصمات التي تؤكد تورط أبنائهم بالقضية، الأمر الذي أجبر القاضي على تقديم شرح تفصيلي لهم عن أصول الترافع، مؤكداً أنهم بهذه الطريقة يعكسون أصول الترافع، ويجب عليهم تقديم ردود المتهمين على التهم التي وجهها المدعي العام.
واستطرد القاضي في الشرح لهم وطرح الأمثلة عليهم لتسهيل وصول المعلومة، وضرب الأمثال لتوضيح ذلك فقال "لو أن شخصا ادعى عليكم بأنه يطلب أحدا منكم مليون ريال، فسيكون ردكم بالإنكار ثم تطالبونه بتقديم الأدلة في حالة إصراره على المطالبة"، فيما طغت الأريحية على تعامل القاضي مع أقارب المتهمين والذي استغرق في شرحه طرق الترافع لهم وقتا من الجلسة. وامتدت تلك الأريحية إلى تقديم النصح لوالد وشقيق المتهم الثاني بأن الأفضل توكيل محام لعدم معرفتهما بأصول الترافع لاسيما أن القضية والتهم كبيرة جدا. وشدد القاضي على أنه يجب عليهما مراجعة ابنهما المتهم وسؤاله عن التهم الموجهة ضده والبالغ عددها "14" تهمة.
أما وكيل المتهم الأول بالقضية نفسها فأكد للقاضي أنه لم يقم بالرد على التهم حتى يطلع على التحاليل المخبرية والبصمات التي تثبت التهم الموجهة لقريبه، ليكرر القاضي الشرح عن أصول الترافع، مؤكدا أن المترافع ساهم في تأجيل النظر بالقضية وأن ذلك سيؤدي إلى تأخير البت فيها، لعدم معرفة الوكيل بأصول القضية. وقال القاضي "أما فيما يخص مطالبكم بالأدلة قبل الرد، فهذا مخالف لأصول الترافع". وأعلن رئيس الجلسة أنه سوف يتم تحديد جلسة أخرى بعد ضياع وقت جلسة أمس، موجها حديثه لأحد أقارب المتهمين قائلا "في حال عدم ردك على التهم سوف أطالب بتغييرك حرصا منا على إنهاء القضية والبت بها دون تأخير"، فيما اعتذر وكيل المتهم الثالث في القضية نفسها عن مواصلته الترافع دون بيان السبب، في حين قدم المتهم رده مكتوباً، وطلب القاضي إحضاره لمعرفة هل يكتفي بهذا الرد أم يوكل محاميا آخر.