أكمل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح آخر فصول انسحابه من المشهد السياسي عندما قدم علم بلاده للرئيس الجديد عبد ربه منصور هادي، في إشارة لانتقال السلطة بشكل سلمي. وقال صالح في حفل التنصيب الذي أصر على إجرائه وأشرف بنفسه على تجهيزاته "المواطنون الذين صوَّتوا لهادي كان دافعهم الرغبة في الأمن والاستقرار اللذين افتقدوهما خلال عام من الأزمة الطاحنة التي ألحقت ضرراً فادحاً بالاقتصاد الوطني". مؤكداً وقوفه وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي ما زال يرأسه إلى جانب هادي حتى النهاية.

وأقيمت مراسم الاحتفالات في "قصر دار الرئاسة" الذي كان صالح ساكنه الأوحد طيلة 33 عاماً بحضور أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، ومبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر، وعدد من السفراء العرب والأجانب، وسط مقاطعة تامة لأحزاب اللقاء المشترك ورئيس الوزراء محمد سالم باسندوة الذين رأوا أن التنصيب قد تم بأداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية أمام مجلس النواب السبت الماضي.

من جانبه اعتبر هادي هذا اليوم تاريخياً، مؤكداً أن اليمنيين بهذه اللحظة يرسون قاعدة جديدة للتبادل السلمي للسلطة. وأكد أن الجميع "أمام مرحلة صعبة ومعقَّدة، وأن الأزمة التي تعيشها البلاد بحاجة إلى تعاون كل الشرفاء مع القيادة الجديدة خلال العامين القادمين. وأن الشعب الذي خرج بالملايين في الانتخابات المبكِّرة يعطي رسالة واضحة لرغبته في الأمن والاستقرار والتغيير إلى الأفضل". ملمحاً إلى زهده في السلطة بقوله "أتمنى أن نجتمع بعد عامين في هذه القاعة لنودِّع قيادة ونستقبل أخرى، وأن أقف مكان صالح لأسلِّم السلطة لرئيسٍ جديد، فهذه هي سنة الحياة في التغيير".

ميدانياً قتل 15 مسلحاً على الأقل يشتبه في صلتهم بتنظيم القاعدة فجر أمس في مواجهات عنيفة مع الجيش جنوب اليمن، حسبما ذكرت وسائل إعلام محلية. وقالت مصادر رسمية إن القتال وقع في الأجزاء الشمالية والشرقية من مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين المضطربة.