مع تسلم عبد ربه منصور هادي زمام الرئاسة، دخل اليمن عهداً جديداً، فبعد عشرة رؤساء لليمن شمالاً وجنوباً استطاع هادي، كسر كثير من الحواجز والثوابت التي كانت تتحكم في اختيار رئيس البلاد.
وكانت هناك قاعدة متعارف عليها في المناطق الشمالية أن رئيس البلاد لا بد أن ينتمي إلى المذهب الزيدي، حيث حكم خمسة رؤساء اليمن الشمالي وجميعهم ينتمون إلى المذهب الزيدي، وهم عبدالله السلال، القاضي عبدالرحمن الإرياني، إبراهيم الحمدي، أحمد حسين الغشمي، وآخرهم الرئيس علي عبدالله صالح، الذي استمر في حكم اليمن الموحد لمدة 22 عاماً، فضلا عن حكم الشمال لمدة 11 عاما.
أما في الجنوب فجميع رؤسائه كانوا ينتمون إلى المذهب الشافعي، وهم قحطان الشعبي، سالم ربيع علي، عبدالفتاح إسماعيل، علي ناصر محمد وحيدر أبوبكر العطاس، وعلي سالم البيض. وفي حين كان أول رئيس لليمن الموحد زيدياً فإن خلفه شافعي، وهو تطور مهم يلغي اختيار رئيس البلاد على أساس مذهبي ويلغي تفوق مذهب على آخر. وكان حصول هادي على الأصوات في المناطق الزيدية أكثر من بعض المناطق الشافعية، خاصة في الجنوب الذي قاطع الانتخابات الأخيرة.
أراد اليمنيون أن يؤسسون لقاعدة كانت محتكرة في اختيار الحاكم، لاختيار رئيسهم، وسقطت المعايير المذهبية ليحل محلها معايير الكفاءة والقدرة على تحمل المسؤولية، وهو ما يعزز من فرص خوض اليمنيين كافة الانتخابات في السنوات المقبلة.