"وصدق جرس إنذار الحريق هذه المرة"، كان هذا لسان حال طالبات ومعلمات المتوسطة الثانية والثلاثين بحفر الباطن أمس؛ فبعد أن تسبب الجرس في أربع عمليات إخلاء خلال الفترة الماضية لوجود عطل فني به؛ انطلق أمس بسبب حريق حقيقي في أحد منافذ الكهرباء في غرفة المختبر بالمدرسة نتيجة تماس كهربائي بها.
وكان الدخان بدأ يتصاعد من منفذ التيار الكهربائي، فأطلق جهاز الإنذار صوته الذي تعودت عليه طالبات ومنسوبات المدرسة من دون أن يعلمن هذه المرة أنه إنذار حقيقي. وأمرت مديرة المدرسة بعملية إخلاء سريعة للمدرسة، نفذتها المعلمات إضافة إلى استعمال طفايات الحريق المتوفرة للسيطرة عليه قبل انتشاره. وقد أنقذت العناية الإلهية طالبات المدرسة؛ حيث كن متواجدات بالطابق السفلي لحضور احتفال المدرسة بمهرجان الجنادرية، وبمجرد سماع أمر الإخلاء توجهن للخروج مع بوابة المدرسة الرئيسية، وتم نقلهن للمنازل باستعمال باصات المدرسة ودعمها بعدد آخر من الباصات.
وتواجدت في الموقع فرق من الدفاع المدني، والهلال الأحمر، والنقل الإسعافي لوزارة الصحة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدوريات الأمنية، كما قامت فرق الهلال الأحمر بنقل عدد من الطالبات إلى طوارئ مستشفى الملك خالد لتلقي العلاج بسبب السقوط أثناء تدافع الطالبات للخروج.
وقال ولي أمر إحدى الطالبات من ذوات الاحتياجات الخاصة جالس الشمري لـ "الوطن": توجهت للمدرسة مباشرة بمجرد علمي بوقوع حريق، وفور وصولي منعني رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الدخول، مفيدين بأن غالبية الطالبات تم إخراجهن. وقد تعبنا من هذه المدرسة بسبب تكرار عملية الإخلاء، بسبب تعطل نظام إنذار الحريق رغم أن المدرسة حديثة البناء.
من جانبه، أوضح مساعد مدير التربية والتعليم بحفر الباطن للشئون التعليمية عايض الرحيلي الذي تواجد في الموقع للاطمئنان على سلامة الطالبات والمعلمات، لـ "الوطن" أن ما حدث هو عملية إخلاء كاملة للمدرسة، تنفيذا لخطط الطوارئ المتبعة في حال انطلاق صوت جهاز إنذار الحريق الذي انطلق بفعل حدوث تماس كهربائي في غرفة المختبر.
وأشاد الرحيلي بطاقم المدرسة في التعامل مع الحادث، وتنظيم عملية إخلاء المدرسة واستعمال طفايات الحريق، مؤكد أن فرق الدفاع المدني التي باشرت الحادث أشادت بدور طاقم المدرسة. واستمع الرحيلي في الموقع لملاحظات بعض أولياء الأمور عن حالة المدرسة.
من جهتها، أصدرت إدارة التربية والتعليم بحفر الباطن بيانا توضيحيا عن الحادث قالت فيه "أدى تماس كهربائي اليوم السبت (أمس) 3 /4 /1433هـ بأحد المفاتيح الكهربائية في مختبر المتوسطة 32 إلى إطلاق جهاز الإنذار مما استدعى تطبيق مديرة المدرسة لعملية إخلاء ناجحة للطالبات ولم ينتج عن ذلك ولله الحمد أي إصابات عدا بعض حالات الإغماء بسبب الخوف، وتمت عملية الإخلاء بواسطة حافلات النقل المدرسي ليتمكن الدفاع المدني والهلال الأحمر وشركة الكهرباء وقسم الأمن والسلامة بالإدارة من معاينة الموقع بمتابعة من مدير التربية والتعليم وشخوص الأقسام ذات العلاقة في مكان الحادث للاطمئنان على سلامة بناتنا الطالبات. وقد ثمن مدير التربية والتعليم ناصر العبد الكريم جهود مديرة المدرسة ومعلماتها في العملية الناجحة للإخلاء وحسن التصرف في تطبيق وسائل الأمن والسلامة، علماً بأنه تم استبدال المفتاح التالف وإعادة إطلاق التيار الكهربائي للمدرسة، وإعداد محضر مشترك مع الدفاع المدني بهذا الخصوص".