دعك من كل كتب الأسرار والفضائح (التابلويدية) التي فاضت بها الساحة الثقافية الخليجية، فهذه الرواية لن تكون إحداها، على الرغم من عنوانها الصارخ والمحمل بشتى الحمولات والظنون.

قصص المؤلفة حنان الشرشني وصديقاتها حول العالم هي أساس هذا العمل وبنيته الرئيسة، وهن لا يهدأن.

الكتاب يتحدث عن تجربة إنسانية من قطر، من أجواء نيوكاسل ولندن في صيفها المطير، إلى إسطنبول ومآسيها العائلية، ولا تقف الحكاية عند هذا الحد، فلابد من ألمانيا وفرنسا وإيطاليا ولا بأس بقليل من تايلاند، والختام في حارات الدوحة أبوظبي ودبي.

تتشكل أمام القارئ شخصية المؤلفة الواضحة، فهي فتاة محافظة تستنكر بصوت عال ما لا يتوافق مع نمطها القيمي من ممارسات، وتخرج تعليقاتها في أحيان إلى مقاطع (وعظية) محملة بالنقاء والرؤية الفطرية البسيطة.

علاقة المؤلفة بوالدها (ثيمة) تتكرر في القصص، ولا نبالغ إذا قلنا إنها انقلبت من علاقة بنت بأبيها إلى علاقة أم بولدها، فهي شديدة العطف والحنو عليه، حريصة على راحته، تسافر وتبحث في جديد العلاجات لحالته الصحية، تراعي بشدة خاطره ورضاه، وهي تعكس صورة مغايرة تماماً للفتاة الخليجية الموصومة بالخجل الشديد والتواري عن الأنظار.

حنان الشرشني قالت: أول طبعة للكتاب نشرت عن طريق دار نشر كويتية, وفاقت المبيعات توقعاتهم, ولذلك تم إصدار الطبعة الثانية ووجد صدى واسعاً في معارض الكتب في الخليج, لكنهم لسبب ما أخلوا باتفاقهم فرفضوا توزيعه على المكتبات التجارية ومنافذ التوزيع, وأصروا على بيعه من خلال معارض الكتب فقط، ولم يدفعوا لها أي مقابل على المبيعات التي حصلوا عليها، فقررت بعدها أن تتحمل بنفسها طباعة الكتاب على نفقتها الخاصة.

وعن حقيقة الأسماء والأحداث التي وردت في ثنايا الكتاب، أجابت أن الأحداث كلها وقعت، وأسماء المناطق كذلك حقيقية, لكن أسماء الشخصيات تم استبدالها بأخرى وافق عليها أبطال القصص وذلك بالطبع للمحافظة على هوياتهم، وتضيف: "أصدقك القول أن صديقاتي كن سعيدات, لأنني استطعت رواية قصصهن دون أن أحرجهن مع ذويهن".