شهد الموقف الروسي تحولا نسبيا متأخراً بشأن الملف السوري، فيما أعلن الأميركي باراك أوباما أنه يريد استخدام "كل الأدوات المتوفرة" لوقف قتل المدنيين في سورية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن بلاده تتمنى للشعب السوري أن يتقدم نحو حقه في الحرية والديمقراطية والدستور الجديد ومشاركة كافة الأحزاب، منتقداً توحد السلطة تحت حزب البعث. وأكد بوغدانوف لـ"الوطن" أن من المهم الآن إحداث تحول في الحياة السياسية للشعب السوري بشكل جذري، عارضاً مشاركة موسكو في الجهود المبذولة لإيجاد مخرج للأزمة الحالية، وقال "يمكننا مساعدة السوريين للجلوس على طاولة التحاور ضمن الإطار الوطني والشامل". وأبدى المسؤول الروسي شكوك بلاده حول شكل المرحلة الانتقالية وآليات تنحي الرئيس بشار الأسد وتكليف نائبه فاروق الشرع وطريقة تشكيل الحكومة الإئتلافية. وقال "لدينا سؤال، كيف يمكن تشكيل هذه الحكومة دون وجود حوار بين المعارضة والسلطة؟ وكل هذه الأمور تحتاج إلى حوار لتحديد التفاصيل".

وبين أن كل الأطراف الداخلية يمكنها المشاركة وتقديم الاقتراحات الممكنة بحرية تامة، عارضاً البدء بالحوار بين المعارضة والحكومة فوراً دون شروط مسبقة، وبجدول أعمال مفتوح. وقال "يمكننا أن نساعد في بناء الجسور بين هذه المواقف كوساطة تتم بشكل مباشر وغير مباشر لتمكين السوريين من إيجاد حلول مناسبة".

إلى ذلك أكد الرئيس الأميركي دعمه لمؤتمر أصدقاء سورية الذي انعقد أول من أمس في تونس. وقال في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض إن "الوحدة الدولية" التي تجلت في الاجتماع "شجعته". وأضاف "سنواصل الضغط ونبحث عن كل الأدوات المتوفرة لمنع قتل الأبرياء في سورية"، مؤكدا ضرورة "ألا نبقى متفرجين في هذه الأحداث الاستثنائية". وأكد أوباما أن "كل واحد منا رأى الصور المروعة الآتية من سورية ومؤخرا من حمص، ويعتبر أنه من الضروري حتما أن يتحد المجتمع الدولي ويوجه رسالة واضحة إلى الرئيس الاسد". وتابع أوباما أن على الأسد أن يدرك أن "ساعة نقل السلطة حانت. حان الوقت لرحيل النظام، وحان الوقت لوقف قتل السوريين بيد حكومتهم"