أسدل الستار وبشكل رسمي ونهائي أمس على مرحلة حكم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بإعلان عبدربه منصور هادي رئيساً جديداً للبلاد لمدة عامين، تزامن مع مقتل 26 جنديا بهجوم انتحاري تبنته القاعدة على القصر الجمهوري بالمكلا جنوب اليمن.
وأدى هادي اليمين الدستورية أمام أعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى وبحضور عدد كبير من سفراء دول مجلس التعاون والدول الأعضاء في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي.
ودعا في كلمة بعد أدائه القسم، اليمنيين لأن يعبروا إلى المستقبل بقلوب بيضاء صافية متسامحة حتى يتمكنوا من تعويض ما فات ومحاولة اللحاق بمن سبق، معتبراً أن " أمن واستقرار أي بلد مرهون بمدى تماسكه الاجتماعي، مبينا أن الشعب لم يعد يقبل بأنصاف الحلول.
وحذر من له "ألاعيب باعتبار أن السلطة اليوم صارت مسنودة بشرعية شعبية لا يمكن التشكيك بها أو الانتقاص منها". وتعهد الرئيس الجديد بـ "استمرار الحرب ضد القاعدة باعتباره واجباً دينياً ووطنياً بما يؤدي إلى إعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم".
وكان هلع ساد البرلمان بعد الانتهاء من جلسة أداء القسم عندما سمعت أصوات رصاص في باحة المجلس على إثر مغادرة هادي المبنى، إلا أنه اتضح بعد ذلك أن سبب إطلاق النار يعود إلى خلافات بين مرافقين لأعضاء المجلس، مما دفع بسلطات الأمن إلى فتح البوابة الجنوبية ليتمكن السفراء الذين كانوا لم يغادروا مبنى البرلمان من الخروج بأمان.
على صعيد آخر عاد الرئيس السابق صالح إلى البلاد فجر أمس دون مراسم لأول مرة، وكان في استقباله بالمطار قائد الحرس الرئاسي طارق محمد صالح، نجل أحد أشقائه. وأكد صالح، الذي سيحضر مراسم تنصيب هادي غدا، وقوفه إلى جانب الرئيس الجديد، وأنه لن تكون هناك أكثر من قيادة، في رد على تكهنات بأن صالح هو الذي يحكم فعلياً وليس هادي.
من جهته جدد قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر وقوفه إلى جانب الرئيس الجديد، وأكد في رسالة بعثها إليه بمناسبة انتخابه رئيساً للبلاد أنه يثق بقدراته "على العبور باليمن لشط الأمان". وأضاف "هادي أعاد الروح للثورة اليمنية ممن اغتصبها وحافظ على الوحدة وحماها ممن سعى في خرابها".
وفي السياق، ثمن رئيس حكومة الوفاق اليمنية محمد سالم باسندوه الدور الكبير لدول الخليج والمجتمع الدولي في توصل الأطراف السياسية إلى اتفاق التسوية السياسية، ممثلة في المبادرة الخليجية. جاء ذلك خلال لقائه أمس أمين عام مجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان الذي يزور اليمن حالياً.
وحمل باسندوه، كومان نقل تحياته إلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز.
وقال كومان إن أمانة مجلس وزراء الداخلية العرب تبارك نجاح الانتخابات اليمنية، كما تهنئ الرئيس عبد ربه منصور هادي على ثقة الناخبين اليمنيين به والعبور باليمن لبر الأمان في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
في غضون ذلك، قتل 26 جنديا من الحرس الجمهوري بهجوم انتحاري أمس عند مدخل القصر الرئاسي في المكلا بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، تبنته القاعدة. كما قتل جنديان وجرح ثلاثة أشخاص منهم امرأة بتبادل لإطلاق النار خلال إزالة مخيم لمطالبين بانفصال الجنوب في عدن.
وفي المكلا "قضى ستة جنود متأثرين بجروحهم"، كما قال طبيب بمستشفى ابن سيناء، بعدما ذكر أن "جثث عشرين جنديا وضعت في المشرحة وهناك العديد من الجرحى".
وأكد مصدر عسكري أن الاعتداء "يحمل بصمات القاعدة" مضيفا أن الانتحاري قد يكون محمد السياري وهو سعودي متحدر من محافظة حضرموت التي تشكل المكلا عاصمتها.
وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مسؤوليته عن الهجوم بسيارة ملغومة. وقال مصدر من القاعدة إن التنظيم مسؤول عن التفجير الانتحاري في المكلا ردا على جرائم الحرس الجمهوري.