قتل اثنان من المستشارين العسكريين الأميركيين أمس بإطلاق نار في وزارة الداخلية بكابول في اليوم الخامس من الاضطرابات التي تهز أفغانستان بعد إحراق مصاحف في قاعدة عسكرية أميركية، كما أعلن مصدر حكومي. وأضاف المصدر "أن إطلاق نار وقع بمركز القيادة والمراقبة بوزارة الداخلية وقتل أميركيان، بيد الشرطة الأفغانية". وتشير بعض المصادر إلى أن "مشادة كلامية" تسببت بإطلاق النار. وتحدثت إذاعة محلية عن مقتل مطلق أو مطلقي النار.

وتهز أفغانستان منذ خمسة أيام تظاهرات معادية للأميركيين بعد إحراق مصاحف بأمر من مسؤول أميركي في قاعدة باجرام العسكرية الأميركية شمال كابول.

واتسعت رقعة الاحتجاج الأفغاني الغاضبة على الرغم من شدة البرد القارس لتشمل مناطق ونواحي مختلفة من أفغانستان، ولم يفد اعتذار الرئيس الأميركي باراك أوباما وقادته العسكريين بأفغانستان في تخفيف حدة غضب المتظاهرين الأفغان.

فقد حاول آلاف المتظاهرين الغاضبين في مدينة قندوز في الشمال، ولليوم الخامس على التوالي اقتحام مجمع للأمم المتحدة بينما تمكنت السلطات الأمنية من الحيلولة دون ذلك، أسفرت عن 3 قتلى و38 جريحاً.

كما خرج آلاف الأفغان إلى الشوارع في كابول و10 ولايات احتجاجا على إحراق مصاحف في قاعدة أميركية. وحاول مئات المتظاهرين في مدينة مهترلام مركز لغمان، اقتحام منزل حاكم الإقليم إلا أن حرس المنزل حالوا دون ذلك، وتمكنت القوات الأمنية من تفريق المتظاهرين حيث أصيب 18 متظاهراً.

من جهة ثانية، رحَّبت الرئاسة الأفغانية والحزب الإسلامي في بيانين منفصلين بدعوة رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلان، حركة طالبان والمجموعات المسلحة بأفغانستان إلى المشاركة في عملية المصالحة الأفغانية ونبذ العنف والانضمام العملي للمصالحة.

من جهة أخرى، أعرب سفير الولايات المتحدة لدى أفغانستان راين كروكر عن مخاوفه من وجود خلايا نائمة لشبكة سراج الدين حقاني في باكستان ما يعرض الإستراتيجية الأميركية حول أفغانستان للخطر، حسب برقية أرسلها لواشنطن. وتحمل الإدارة الأميركية شبكة حقاني المسؤولية عن الهجوم على السفارة الأميركية في كابول العام الماضي.

على صعيد آخر وقعت أمس 10 تفجيرات في السكك الحديدية داخل إقليم السند وفي الجزء الذي يربط الإقليم بمدينة كراتشي التي يهيمن عليها المهاجرون (مافيا الجبهة القومية المتحدة بقيادة ألطاف حسين). وأثرت التفجيرات على حركة القطارات التي تربط إقليم السند بإقليم البنجاب المتاخم وهو أكبر وأغنى وأهم إقليم في باكستان تحكمه المعارضة بقيادة الأخوين شريف(نواز شريف وشهباز شريف).