وموااطٍ هذه المرة بالتنوين "الصدقي"، لكيلا تقعوا في إثم الاختلاط العارض بينه، وبين المواااطٍ السعودي الذي "تستثمره" البنوك السعودية بحملتها الوطنية "الصيفية"/ "مرتاح البال"، معنوياً بعد أن استثمرته "مصَّاً"، و"هرساً"، و"سحناً"!
أما "الصويدرة" فهي البوابة الشرقية للمدينة المنورة، وأما الكبري فرغم أنه طويل نسبياً، وضيقٌ غير نسبي، ومرتفع أنسب وغير أنسب، إلا أنه لم يسجل وقوع حادث فوقه، منذ إنشائه أواخر الخمسينات الميلادية من القرن المنصرم، إلى أن أحيل على التقاعد مع تدشين طريق المدينة/ القصيم الجديد، منذ بضع سنين! ولكن ذلك لايعود فقط إلى أنه "موااطٍ" صالح ملتزم بقواعد السلامة المرورية بدون "ساهر"؛ بل لأن هناك منحنيات خطرة، تسبقه بقليل: داخلها مفقود، وعابرها مولود! ويتناقل أهل "الصويدرة" نادرةً، يقهقهون لها كلما عبروه، تقول: وقع حادث على بعد خطواتٍ معدودة من الكبري، بين سيارتي حجاج، أسفر عن وفاة جميع الركاب، وعددهم أربع عشرة نسمة! فعلَّق أحد الجنود المباشرين للحادث المؤلم، وهو من أهل "الصويدرة" قائلاً: "أشوى أنهم ما طاحوا من فوق الكبري"! لقد ماتوا فما يضرهم لو سقطوا من فوق الكبري؟! ولكن لعل الضاحكين الآن، بعد ثلاثين عاماً من الحادثة يدركون ـ والفضل لحملة "مرتاح البال" ـ أن الجندي لم يكن مهتماً بالأموات، فهو ليس أرحم من الله تعالى، وإنما كان حريصاً على سلامة سجل "الكوبري" من أي حادث مشؤوم، غيرةً على سمعة بلدته العريقة! ولم يستطع توضيح ذلك في حينه، فوقعوا في الاختلاط العابر الدائم، الذي حذرنا منه في بداية المقالة!
وإمعاناً في توضيح الواضح: فإن حملة "مرتاح البال" غير معنيةٍ بالمواااطٍ السعودي ـ بالتنوين المنون ـ فهو "مذبوحٌ حسب الهيئة الشرعية"، كما قلنا منذ "مبطي"، ولكن سقوطه من فوق الكبري ـ كضحايا الحادث ـ سيلطخ سمعة الكبري، وربما فضح عيوباً في بنائه، ناجمة عن فسادٍ إداري من مقاولي الباطن، كما فضح السيل "جدَّة" له من قبل!
والكبري هو "البنك"/ المواااطٍ الصالح بالتنوين الصدقي، وسقوط الضحايا من فوقه يعني وقوعهم في أيدي النصابين، وغسالي الأموات.. عفواً: الأموال!
ولكي تدرك كم ظلم "أهل الصويدرة" جنديهم بسوء الفهم، اختر أحد هذين السؤالين ولا تجب عنه:
1) هل كان النصابون والغسالون سيجدون هامش ربحٍ يغري المواااطٍ بالوقوع في حبائلهم، لو أن البنوك خفضت هامش جشعها منذ البداية؟
2) لماذا لا تنشر البنوك بعض حالات النصب والغسيل لتؤكد حسن نيتها مع "موااااطٍ/نٍ" لم يعد يثق فيها؟