اتفق مسؤولان على أهمية جهاز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، ففي الوقت الذي ألمح فيه رئيس مجلس القضاء الأعلى الدكتور صالح بن حميد إلى أن هناك منكرات أصبحت لدى البعض عادة، أكد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري، أن ولاية الحسبة لا تتعارض مع حقوق الإنسان والحريات العامة، مؤكدا أن لها دورا كبيرا في إقامة جميع مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية والإعلامية وفق أحكام الشريعة الإسلامية.
جاء ذلك في سياق ورقتي عمل سيطرحانها في مؤتمر التطبيقات المعاصرة للحسبة في السعودية، الذي سينطلق غداً في جامعة الملك سعود في الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن العزيز.
وشدد ابن حميد في ورقته على أهمية تجديد وسائل الاحتساب لدى المعنيين، وقال" يجب على أهل الحسبة أن يطوروا أنفسهم ويتدربوا على تقنيات العصر التي تخدم مهمتهم العظيمة الغالية، وذلك بدخولهم في الإعلام والمشاركة في القنوات والإنترنت والجوالات وغيرها من الوسائل النافعة في هذا المجال".
وحذر ابن حميد من الوسائل الإعلامية الحديثة كـ"القنوات الفضائية، والإنترنت، والجوالات"، مؤكداً أنها تنشر المنكرات بين الناس كـ"انتشار النار في الهشيم"، مشيراً إلى أن ضعف الإيمان لدى الناس أمر ساعد على استحكام الشهوات. وقال "لقد استعبدتهم الدنيا وسهل عليهم استقبال المنكرات واستحسنوها وألفتها نفوسهم فصارت عندهم كالعادات المتعارف عليها ".
أما السديري فقد أكد في ورقته أن اختصاصات الحسبة في السعودية لم تختلف كثيرا عن اختصاصات ولاية الحسبة في العصور الماضية، وقال:"إن اختصت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باختصاصات معينة كما حددها نظامها، فإن أجهزة حكومية أخرى أنيط بها باقي اختصاصات الحسبة كالاحتساب على الأسعار والموازين وغيرها مما ينطبق عليه وصف الاحتساب كوزارة التجارة والبلديات وهيئات الرقابة والمحاسبة وغيرها مما لا يسع المجال لحصرها".
ويهدف المؤتمر لإبراز التطبيقات المعاصرة للحسبة في مختلف أجهزة الدولة وقطاعاتها الرسمية، وإظهار تميز المملكة وريادتها من خلال اهتمامها بالأنظمة التي تعنى بقضايا الحسبة والرقابة.
وسيتضمن المؤتمر عددا من أوراق العمل منها ورقة عضو هيئة التدريس بقسم مهارات الاتصال بجامعة الملك عبدالعزيز وعضو فريق كرسي الأمير سلطان لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة الدكتور فؤاد بن صدقة مرداد، والتي سيشدد من خلالها على أهمية تكامل أداء جهاز الحسبة مع كافة الجهات الحكومية التي تمارس أدوارا مشتركة.
وسيتناول الباحث والمستشار القانوني الدكتور خميس بن سعد الغامدي بحثاً يتطرق من خلاله إلى أن من أهم ما يشغل بال الإنسان في أي مكان في العالم هو حماية حقوقه، ومراعاة الخصوصية الشخصية له، ولذلك تقاس حضارات الأمم برعايتها لحقوق الإنسان، وانخراطها في المعاهدات والمواثيق التي همها رعاية تلك الحقوق، ووضع القوانين التي من شأنها حماية الإنسان من التعدي على خصوصيته وجميع حقوقه.
فيما ستتحدث ورقة عمل الدكتور صالح بن عبدالله بن عبد المحسن الفريح من جامعة أم القرى، عن أهمية العناية بالتقنية الحديثة وتوظيفها في خدمة أهدافها الخيرة لاسيما الجهات التي تحمل مضامين سامية ترغب في إيصالها إلى أكبر شريحة من الناس، وينبغي هنا التأكيد على أن الإعلام الجديد أو معطيات التقنية التي تتيح تواصلا اجتماعيا بالناس هي من النعم الإلهية العظيمة التي يجب على كل من يحمل همَّ الدعوة إلى الله تعالى أن يغتنمها ويستثمرها في تحقيق تلك الأهداف الخيرة السامية.