وسط حشد من الفنانين والإعلاميين والكتاب بكى شاعر الأغنية السعودية ومؤلف النشيد الوطني السعودي إبراهيم خفاجي حين احتضن سلطان، ابن عميد الفن السعودي طارق عبد الحكيم، في العزاء الذي أقيم في منزل الفقيد بجدة. ولم يكن خفاجي هو الباكي الوحيد في العزاء، حيث تبادل الفنانون رجع نحيبهم على الفقد الكبير للوطن، ولفقد أحد أهم رموز الساحة الفنية السعودية.
وقال الفنان غازي علي: إننا بفقدان طارق عبد الحكيم نفقد علما من أعلام الموسيقى العربية. لقد تعلمنا كلنا على يديه، وله فضل كبير على معظم الفنانين السعوديين.
ومن جانبه قال الفنان عبد الله رشاد الذي صافح سلطان ابن الفقيد وعيناه مغرورقتان بالدموع: نحن في يوم حزن شديد، ولا نملك إلا أن نترحم على فقيدنا الكبير الذي قدم للموسيقى العربية الشيء الكثير. ونوه الروائي عبده خال بالخسارة التي منيت بها الموسيقى العربية بفقدان طارق عبد الحكيم، وقال: عزاؤنا أنه ترك لنا ثروة كبيرة من الموسيقى التي لا تزال ترددها الأجيال، في حين أشار الملحن طلال باغر إلى الصدمة التي أصيب بها الوسط الفني بسبب رحيل الفنان الكبير.
وبعدما استنفد إبراهيم خفاجي دموعه في عزاء رفيق دربه طارق عبد الحكيم، كان على موعد لتوقيع كتاب "أوراق من حياة الخفاجي" لمؤلفه علي فقندش، حيث احتشد في صالة روشان مول عدد كبير من الإعلاميين والإعلاميات والكتاب والمثقفين متحلقين حول منصة جلس عليها الشاعر الكبير حيث بدأ توقيع كتابه منذ الثامنة والنصف حتى الحادية عشرة والنصف ليلا. ووقع خفاجي العشرات من نسخ كتابه حيث ظل مبتسما طوال فترة التوقيع رغم الإجهاد الذي كان باديا عليه. وقال خفاجي في كلمة له بالمناسبة: إنه من المؤسف أن يكون توقيع الكتاب وعزاء طارق عبد الحكيم في ليلة واحدة، بيد أننا هنا في هذا المكان نؤكد الحضور الكبير للفن والفنانين. وبينما كان الكاتب علي فقندش يتنقل بين الحضور متوسطا لهذا أو ذاك للتعجيل بتوقيع نسخته، قال إن الكتاب الذي ألفه يؤرخ لحياة الشاعر الكبير، حيث حفل الكتاب بصور ونصوص تظهر للمرة الأولى، كما تضمن ذكريات الشاعر مع الفنانين السعوديين، وكتابات عنه سطرها كتاب وفنانون سعوديون وعرب. ويعتبر الكتاب توثيقا شاملا لحياة الشاعر وذكرياته مع كبار الفنانين، ومنهم طلال مداح ومحمد عبده وهيام يونس وسميرة توفيق وسعاد محمد ونجاة الصغيرة وعشرات غيرهم.