مازلنا نتأمل فرضية (نظرية) الأوتار الفيزيائية، التي بدأها الزميل/ "آينشتاين"، وصاغها الأزمل منه/ "فريد الأطرش"، وكان من المفترض أن يفوز بجائزة "نوبل"، لولا المؤامرات المكشوفة ضد نادي "النصر" السعودي "العالمي"؛ حيث كان "الأطرش" أشهر مشجعيه قبل تأسيسه!
وقد فسرنا تقلب أمزجتنا السريع، غير المبرر استنتاجاً من قوله: "الحياة غنوة/ إحنا أنغامها"، فإذا فوجئت بمزاجك اليوم عكراً، فلا تلقِ باللوم على جو "الرياض"، واتجه لذاتك، و"اضبط مودك"؛ فالإنسان لا يهزم، ولا ينتصر، ولا يسعد، ولا يشقى إلا من "الداااااخل"! وإذا وجدت داخلك مقطوعة حزينة على مقام "البيات"، فأنت بين خيارين: إما أن تألف اللحن الشجي، وتستمرئ هذا العذاب فيما يعرف في الطب النفسي بـ"المازوخية"، أي لذة تعذيب الذات، لتجد نفسك ـ بعد رحيل العمر ـ شكَّاءً بكَّاءً ندَّاباً للحظ، لا يحسن شيئاً إلا التذمر من كل شيء، وترديد أبيات الشاعر السوداني "إدريس جماع" الشهيرة:
إن حظي كدقيقٍ
فوق شوكٍ نثروهُ
ثم قالوا لِحُفاةٍ
يومَ ريحٍ: اجمعوهُ
صَعُبَ الأمرُ عليهم
قال قومٌ: اتركوهُ
إن من أشقاه ربي
عبثٌ أن تسعدوهُ!
وإما أن تقرر الخروج من هذه المقطوعة، ولن تخرج منها إلا إذا فهمتها جيداً، وهو ما يقوله الزميل "فرويد الأطرش": الحياة حلوة/ بس نفهمها!
والسؤال الحارق الذي يلتهم الكبد والبنكرياس والقولون ـ إذ المرارة مفقوعة من زمان ـ التهام الحرائق لبيوت "جدة" القديمة، هو: كييييييييف؟ أعرف أني حزين، وحظي عاثر، وأن مزاجي نغمة كئيبة تبدأ من "صول" على الطبقة الأولى، ولكني لست راضياً ولا مستسلماً، أريد الخروج، ولكني لا أستطيع، هناك شيء يكبلني يا أخي!
إنه الآلة الموسيقية ـ وتذكروا أننا نتحدث في ضوء فرضية (نظرية) الأوتار ـ فنغمة "دو" ـ مثلاً ـ حين تسمعها على "البيانو"، ألا يختلف "المود" حين تسمعها على "الناي"؟ وبعبارةٍ أخرى: كلنا مخلوقون في "كبدٍ"، فكيف استطاع "زعيط" أن ينسجم مع "السمفونية"؟ فيما لم يفلح "معيط" رغم محاولاته المستميتة، حتى أصبح يفكر جدياً في إيقاف هذه المقطوعة بالانتحار بقطع "أوتار" ذراعه اليسرى، كما فعل "نطاط الحيط"؟
لو تأملت أي "زعيط منسجم" لربما وجدته أكثر تحولاً من آلةٍ إلى أخرى! لِمَ لا تجرب "التغيير" مهما كان صغيراً؟ جرب فوراً ثم استنتج، وليس العكس! وتذكر أنك لن تهنأ إلا إذا خرجت من نغمتك الصغيرة، إلى "سمفونية" الكون اللانهائية!