النقاش يدور في الصالونات العربية وعلى القنوات الفضائية، حول الموقف العربي بعد أن خطفت تركيا الراية الفلسطينية ،ورهنت عودة العلاقات إلى سابق عهدها مع إسرائيل ، برفع الحصار عن قطاع غزة.
ليل أول من أمس كان زميلان صحفيان، قيض لأحدهما أن يدخل الندوة البرلمانية فأصبح مسماه "الإعلامي البرلماني" ، يناقشان على إحدى الفضائيات الدور التركي في المنطقة.
لم يقنعنا أي من المتحاورين،لأن من تبنى الدفاع عن خطوة تركيا إردوغان كان يسوق لتركيا السلطان عبد الحميد والخلافة العثمانية ،وهو الأدرى بما فعله العثمانيون بالمنطقة العربية طيلة 400 سنة . كما أن المحاور الآخر الذي استل سيف العروبة ، لم يستطع أن يشرح لنا أين انتصر العرب من دون الإسلام ،خاصة في الصراع العربي - الإسرائيلي، بدءا من النكبة ، مرورا بالنكسة وحتى اليوم .
كانت ساعة من الصراخ ، والصراخ المضاد ، استخدم فيها كل طرف مخزونه من الكلام المحفوظ المنمق والحجج حتى إن الشعر حضر بقوة...ولكن من دون جدوى.
كان من الطبيعي أن يتمترس كل واحد من المتحاورين وراء موقفه وألا يتزحزح عنه ، من دون أن يدريا أنهما بما قالاه شوشا أفكارنا وأفكار المواطن العربي الذي انتصر لكل من انتصر لغزة ولشعبها دون النظر إلى هويته ،ومن دون أن يؤدلج أسطول الحرية الذي ضم المئات من نشطاء دوليين ،ربما لا تربطهم بإردوغان أو خالد مشعل ،أو محمود عباس أو أي فلسطيني أي رابط ،غير الرابط الإنساني .
نصيحة للمثقفين والمحللين العرب أن يتركوا أساطيل الحرية تمخر بأمان إلى مياه غزة،وأن يتركوا للمواطن العربي البسيط هذه الفسحة من الفرح أنى أتت.