بدأت اليمن اليوم مرحلة تمت تسميتها بالدولة الجديدة، هدفها طوي الإرث بعد رحيل علي عبدالله صالح رسمياً من رئاسة استمرت 33 عاماً، وترحيب التفاهم والاستقرار ما بين الأطياف والفصائل السياسية هناك. إذ اتجه اليمنيون اليوم إلى صناديق الإقتراع لانتخابهم الرئيس المقبل، والذي الأقرب هو نائب الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، إذ عد انتخابه رئيساً صفحة جديدة ناصعة البياض. وقال في تصريحات صحافية بعد إدلائه بصوته في صنعاء اليوم:" هذا اليوم يوم تاريخي في اليمن". وأضاف أن استحقاق الانتخابات هو "إغلاق لصفحة الماضي وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد". وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإنه وصل إلى مركز الاقتراع الذي يبعد مئات الأمتار فقط عن منزله، وكان محاطا بتدابير امنية مشددة. وذكرت مصادر مقربة من نائب الرئيس أن التدابير المشددة سببها مخاوف من تعرضه لاعتداء.

وكانت عملية  التصويت في الساعة الثامنة صباحا  وسجل إقبال كثيف مع تقدم ساعات النهار، خصوصا في العاصمة صنعاء، ولكن في ظل مقاطعة كبيرة في مناطق المتمردين الحوثيين في شمال اليمن واضطرابات في الجنوب حيث ينشط التيار الانفصالي.

وقالت رئيسة المركز الانتخابي المخصص للنساء عبير العفيفي لوكالة فرانس برس "لقد دهشنا بالاقبال وبتدافع النساء حتى قبل موعد الاقتراع".

بدوره، قال الناخب محمد العرامي (35 عاما) الذي اعتصم لاشهر في صنعاء ضد صالح "رغم الانتماء السياسي والعسكري لهادي إلا أنني سأنتخبه من أجل أمن واستقرار اليمن".

ويأخذ التصويت طابعا رمزيا الى حد بعيد اذ يحظى هادي بدعم غالبية القوى السياسية في البلاد، ويأتي انتخابه في إطار اتفاق المبادرة الخليجية الذي تخلى بموجبه صالح عن السلطة لنائبه، أي هادي نفسه، مقابل حصوله على حصانة من الملاحقة.

من جهتها، قالت الناشطة المعارضة وحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان لوكالة فرانس برس إن الانتخابات الرئاسية "يوم عيد بالنسبة لليمنيين لأنه يوم رحيل علي عبدالله صالح وإنهاء حكم المستبد والظالم وإنهاء فترة من الزمن عبث بها صالح واستمرت 33 عاما".