أنا أحترم أهل القصيم.. القصيميون رجال أذكياء فعلاً.. أذكياء في قراراتهم وسلوكياتهم .. أذكياء في أقوالهم وأفعالهم..
تقول القاعدة القصيمية:" البيت الأول بعُه.. والثاني أجّرُه.. والثالث أسْكنُه"!
لست مهندسا معماريا.. لكنني أفهم في البناء أكثر من مقاول عربي شقيق جاء إلى هذه البلاد بتأشيرة سائق أو حلاّق فساقته الظروف ليصبح مقاولا!
أستطيع القول إن نسبة كبيرة من السعوديين الذين يمتلكون بيوتا قاموا ببنائها وقعوا في أخطاء منهجية.. لماذا وقعوا فيها؟! ـ لأنهم كانوا أسرى لثقافات خاصة بهم.. لتصورات وأعراف وعادات وتقاليد تحكمهم وتتحكم في تفكيرهم.. الحديث ليس عن الناحية الهندسية.. الحديث عن الشروط التي يقدمها السعودي للمكتب الهندسي الذي سيقوم بتصميم المخطط الخاص بمنزله!
ماذا يريد السعودي؟! ـ السعودي يريد مجلس رجال10×6 ، يريد مقلّط 5×8، يريد بهواً رئيسيا 6×6 ، يريد مدخل نساء 5×5، يريد مجلس نساء 4×6، يريد صالة داخلية 10×8، يريد عشر غرف في الدور الثاني.. يريد ويريد ويريد.. فيكتشف أن الأرض لا تستوعب المخطط، وأنه لكي ينفذ المخطط بحاجة للاستيلاء على نصف الشارع وثلاثة أمتار من كل جار من الجيران!
بعد سنة من السكن يكتشف أنه ارتكب أخطاء منهجية فادحة.. يكتشف أنه ليس بحاجة لنصف المنزل! ـ فيبدأ بـ"اللو..لوة".. لو فعلت كذا.. لو قمت بكذا.. فيفتح ألف باب للشيطان.. والشياطين أشكال وأنواع على ذمة الأخ العزيز "خلف الحربي" شيطان الكتابة الساخرة!
أتفق في الختام مع المهندس مذكر القحطاني، حينما أشار إلى أن السعوديين يريدون من منازلهم أن تكون للسكن وللاستثمار في نفس الوقت، وأن تتحول الى شقق سكنية مستقبلا لأولادهم حينما يكبرون ويتزوجون!
انتهت المساحة.. إما أن يبدأ السعوديون في أخذ دورات هندسية في التصاميم.. أو عليهم ـ إن كانت لديهم القدرة ـ تطبيق قاعد أهل القصيم الذهبية!