أكد مسؤول يمني حكومي أن نصف مراكز الاقتراع بمدينة عدن، كبرى مدن الجنوب، أغلقت جراء هجمات نفذها ناشطون انفصاليون جنوبيون معارضون للانتخابات الرئاسية التي شهدها البلد أمس.

وأوضح المسؤول ـ طالبا عدم الكشف عن اسمه، أن "نصف مراكز الاقتراع في عدن سقطت بعد أن اقتحمت من قبل مسلحي الحراك الجنوبي"، المطالب بالانفصال.

وتضم محافظة عدن عشر دوائر انتخابية و20 مركز اقتراع، بينها عشرة مراكز باتت تحت سيطرة مناصري الحراك الجنوبي، بحسب المصدر الحكومي.

وذكر شهود عيان أن الناشطين اقتحموا المراكز وصادروا صناديق الاقتراع، فيما تسمع طلقات نارية بشكل متقطع في سائر أنحاء المدينة التي كانت عاصمة دولة اليمن الجنوبي السابق. كما شوهدت المركبات العسكرية وهي تغادر مراكز الاقتراع، بحسب الشهود. وينفذ أنصار التيار المتشدد في الحراك "عصيانا مدنيا" في سائر محافظات الجنوب لمنع الانتخابات التي يعتبرون أنها بمثابة "استفتاء" على الوحدة مع الشمال، فيما تتفق سائر مكونات الحراك على مقاطعة الانتخابات.

من جانبه، اتهم الناشط الموالي للمعارضة البرلمانية والمؤيد للانتخابات خالد حيدان قوات الأمن بـ "التواطؤ" فيما يحدث في عدن. وقال حيدان "هناك تواطؤ أمني واضح لقوات الجيش والأمن بتسليم المراكز لعناصر الحراك"، مشيرا إلى أن هذه الحوادث تركزت في أحياء الشيخ عثمان والمنصورة والمعلا. وتسببت احتجاجات وهجمات التيار المتشدد في الحراك الجنوبي بإغلاق عدد من مراكز الاقتراع في باقي محافظات الجنوب، خصوصا في الضالع ولحج، كما تغيب الانتخابات عن مناطق واسعة يسيطر عليها تنظيم القاعدة في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين. ويقاطع الانتخابات أيضا أنصار المتمردين الحوثيين الشيعة في شمال البلاد.

وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات أن 50% من المراكز الانتخابية بمحافظة صعدة لم تبدأ فيها الانتخابات جراء الأوضاع الأمنية هناك. وقام المسلحون الحوثيون بإغلاق عدد من مراكز الاقتراع احتجاجا على الانتخابات التي وصفوها بأنها "التفاف على الثورة وخيانة لدماء الشهداء".

في غضون ذلك، أسفرت أعمال العنف المرتبطة بالانتخابات في الجنوب عن مقتل أربعة أشخاص بحسب مصادر أمنية وناشطين. وأوضحت المصادر أن اشتباكات اندلعت بين قوات الأمن وانفصاليين في المكلا بحضرموت وفي لحج وعدن، أسفرت عن مقتل عسكريين اثنين ومحتج وطفل.

كما ذكر مصدر أمني أن مسلحي الحراك أطلقوا النار على مركز انتخابي في مدرسة البيجاني في حي كريتر بعدن أثناء تواجد المبعوثة البريطانية إلى اليمن البارونة إيما نيكولسون، ولم تصب البارونة بأذى، ولا يعتقد أنها كانت مستهدفة، إلا أن إطلاق النار أسفر عن إصابة جندي.