تسربت أنباء في واشنطن تفيد بأن زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، توم دونيلون، الأخيرة لإسرائيل تركزت في واقع الأمر حول محاولة تجنب قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأمور من شأنها التدخل في مسار المعركة الرئاسية الأميركية لاسيما من النافذة الإيرانية. وأشارت تلك التسريبات إلى أن الرئيس باراك أوباما الذي يتعرض لانتقادات حادة من منافسيه الجمهوريين تصفه بالضعف على الساحة الدولية لاسيما في التعامل مع المسألة الإيرانية مقتنع بأن العقوبات والضغوط الدبلوماسية تكفي لحمل إيران على وقف أي أنشطة إيرانية يمكن أن يكون لها صلة بصنع سلاح نووي.

وفي المقابل فإن نتنياهو يرى أن أوباما لا يفقه شيئا في شؤون الشرق الأوسط وأنه يعرض أمن إسرائيل للخطر برفض اتباع سياسة أكثر تشددا مع إيران.

وكان المصدر الأساس للقلق المفاجئ في البيت الأبيض هو أن منظمة (إيباك) بدلت موعد مؤتمرها السنوي حتى تتمكن من إتاحة الفرصة لنتنياهو كي ينتقد سياسة الإدارة الأميركية لاسيما أن عددا كبيرا من أعضاء الكونجرس سيكون موجودا خلال المؤتمر للعب دور "الكومبارس" الذي يعزز ما يقوله نتنياهو.

وأوضحت حسابات البيت الأبيض أن هذه الحملة المكثفة التي تتمحور حول الحرب ضد إيران في عنوانها فيما تهدف في حقيقتها إلى التأثير سلبا على الحملة الديموقراطية الرئاسية وإلى منح المرشحين الجمهوريين وقودا إضافيا لمهاجمة الرئيس يمكن أن تتحول إلى موقعة سياسية كبيرة تؤثر على مسار الانتخابات الأميركية.

ويترافق مع الهجوم الإسرائيلي في واشنطن اعتزام السيناتور جوزيف ليبرمان تقديم مشروع قرار للمجلس التشريعي الأميركي ينص على أن حصول إيران على "قدرات نووية لصنع سلاح نووي" هو أمر غير مقبول للولايات المتحدة. ويعني ذلك أن امتلاك ما يمكن وصفه بالقدرة على صنع السلاح وليس السلاح نفسه هو الأمر الذي ينبغي أن يشكل في تقدير ليبرمان الخط الأحمر الذي يؤدي إلى ضرب إيران. غير أن بالإمكان اعتبار أي نشاط نووي من أي نوع هو نشاط يمكن أن يؤدي إلى امتلاك سلاح نووي ومن ثم فإن صيغة مشروع القرار تبلغ درجة من المرونة بحيث يمكن أن تتيح الضغط لضرب إيران قبل استكمال الجهود الدبلوماسية الراهنة للتوصل إلى حل دبلوماسي.

ويتلخص الخط العام لسياسة الإدارة تجاه هذه المسألة في أن فشل تلك الجهود الديبلوماسية سيؤدي إلى شن الحرب ضد إيران لتدمير مكونات برنامجها النووي بصورة كاملة. ويعني ذلك أن هناك فسحة زمنية تصل ربما إلى نهاية العام الجاري لاستكمال محاولات حل الملف النووي الإيراني سلميا.

وفي هذا السياق أعلن نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية محمد حجازي أمس أن إيران ستتخذا إجراء مسبقا ضد أعدائها إذا شعرت أن مصالحها القومية تتعرض لخطر. وأضاف حجازي "استراتيجيتنا الآن هي أنه إذا شعرنا بأن أعداءنا يريدون تعريض مصلحة إيران القومية للخطر ويريدون اتخاذ قرار بذلك فإننا سنتحرك دون انتظار تصرفهم".

ومن جانبه أعلن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن تفاصيل الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران والقوى العالمية ستعلن مطلع الأسبوع المقبل.

وقال صالحي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العماني يوسف بن علوي في طهران "سيتم إعلان زمان ومكان الجولة المقبلة من المحادثات السبت أو الأحد المقبلين .. إلا أننا نفضل أن تعقد المحادثات في إسطنبول مرة أخرى".