اليوم يحصد وطني نتائج الرؤية الثاقبة لملك الإنسانية قائد مسيرتنا التنموية.. عضويتنا في المنظمات الدولية دمجت اقتصادنا بقواعد وأحكام التجارة العالمية، وقطاعاتنا الاقتصادية أبدعت في تنويع قاعدتنا الإنتاجية. حجم تجارتنا الخارجية فاق نسبة 70% من ناتجنا المحلي، وقيمة صادراتنا حازت على المركز 12 بين أكبر دول العالم، وتنظيم أعمالنا رفع مستوى أسواقنا المحلية للمرتبة 13 كأفضل بيئة استثمارية عالمية، وحسن إدارة خدماتنا المالية حقق لنا الملاءة الائتمانية المميزة ومنحنا تصنيفاً سيادياً عالمياً مرموقاً على سلم التقديرات الدولية.
اليوم يسطّر التاريخ بأحرف من ذهب خطوات راعي مصالحنا الدولية، واليوم تدون أقلام الفكر والمعرفة بخطوط من فضة عزيمة وطن نجح في اجتثاث شأفة الإرهاب وأوكار الحقد والكراهية، واليوم تكتب مراجع الأبحاث رسالة أمة عكفت منذ تأسيسها على ترسيخ مبادىء البحث والابتكار وتوطين دعائم الاقتصاد والطب والهندسة والعلوم التقنية.
اليوم ينقش العالم في سجلاته كلمات منقذ عروبتنا الذي وحّد العالم تحت راية المحبة والسلام وتحدى فلول الإرهاب بالنصيحة والوسطية. اليوم يطفىء القائد الشجاع فتيل صراع الحضارات الذي أضرم أرباب الحروب حدته، ويحبط القائد الحكيم أساليب استغلال الأديان الذي استباح الإرهاب ساحته، ويقف القائد الملهم سداً منيعاً أمام مزاعم العراك بين الثقافات الذي تسلط فيه الأقوياء على الضعفاء بفرض الآراء وتحوير الحقائق والعنصرية.
اليوم نعتز بعزيمة الملك الصالح الذي أثلج قلوب الأصدقاء وأقلق مضاجع الأعداء. اليوم تتجلى حصيلة القائد الملهم حتمية القرار وحنكة الطموح وتطلعات التخطيط السليم والمبادرات الثاقبة في كافة المجالات الإنسانية والتنموية.
اليوم أصبح لوطني دور فاعل في رأب فجوة الصراع بين الأشقاء وبناء جسور المحبة بين الأوطان، لينافس في مسيرته الهادفة لتقريب وجهات النظر من خلال التحاور بين الأديان وتفادي الشقاق بين الشعوب ونبذ الخلافات بين الطوائف.
اليوم يقف العالم وراء قائد يجتث الإرهاب ويتحدى آفة الفقر ويتصدى لتضارب المصالح وضياع الحقوق وهلاك القيم وامتهان الأرواح وكساد الأخلاق وتباطؤ الاقتصاد وبور التجارة، ليسجل التاريخ إجماع شعوب العالم قاطبة على قائد ملهم يوحد شملهم وزعيم حكيم يؤم مسيرتهم. اليوم نقف فخورين باستحقاق قائد مسيرتنا لقب أبرز الزعماء المؤثرين في العالم وأحد الزعماء الأكثر نفوذاً في القرار الدولي، والذي كان مبعثه الأساسي عروبة وإسلامية الملك المؤمن وإيمانه الصادق بقضايا الأمة، وقناعته الراسخة بضرورة أن يعيش العالم في سلام حقيقي وحوار إيجابي يحقق النفع للبشرية جمعاء.
اليوم نقف خلف قائد مسيرتنا جنوداً مجندة، شاكرين الله بما أنعم علينا من قوة رادعة دافعت عن حدودنا الإقليمية ودحرت كل من يتعرض لمصالحنا الحيوية، وعقدت العزم على مواجهة قضايانا المصيرية، فنجحت بتوفيق من الله ثم بعزيمة قوى الأمن في القضاء على الفكر الضال لثلة منحرفة من مراهقينا.
اليوم نفتخر بأفضل المنارات العلمية المضيئة في العالم، ونعتز بأعلى منابر الفكر والمعرفة والبحث والابتكار، مما يجعل وطننا صرحاً مبدعاً وداعماً لسعينا الدؤوب في تطوير المدن الاقتصادية، وتوفير ملايين الوظائف الجديدة، وبناء معقل من معاقل خبراء المستقبل وعلماء الوطن.
اليوم نعتز بالمسؤولية التي ألقاها على عاتقنا قائد مسيرتنا الاقتصادية، والهادفة لتدوير دخلنا النفطي وتخصيص مئات المليارات لإقامة المشاريع الإنمائية خلال العقد المقبل، لتنعم أجيالنا المستقبلية بالنقلة النوعية المميزة لمسيرة اقتصادنا المعرفي وتتسم بأسس تنميتنا المستدامة، وتصبح الموئل الأمثل لتوظيف أكثر من 80 ألف طالب وطالبة من المبتعثين في الدراسات الجامعية والعليا بمختلف أرجاء المعمورة، وتحقق طموحات كافة خريجي جامعاتنا التي فاق عددها 21 جامعة. اليوم نحتفل بنجاح مبادرات ملك الإنسانية في تشجيع أطبائنا على معالجة الأمراض المستعصية ودعمهم في ميادين العمليات الجراحية المعقدة، ومتابعة إنجازات علمائنا في تقنيات الخلايا الجذعية والنانو والطاقة المتجددة والبيئة النظيفة والمعلوماتية، وحث مستشفياتنا وجامعاتنا ومراكز أبحاثنا على تحقيق أعلى المراتب العالمية. اليوم نحتفل بحنكة قائدنا الملهم في تحقيق المصالحة العربية التي أدت إلى رأب التصدع العربي ونجحت في إطفاء نار الفتنة الداخلية، وساهمت في توحيد صفوف الأشقاء ولمّ شمل الفرقاء، وحققت أحلام الشعوب العربية المتعطشة للترابط والتعاضد والتماسك وقضت على الفخ الذي نصبه لنا أعداء الأمة الإسلامية. اليوم نشكر الله عز وجل لنجاح قوى الأمن السعودي الساهر على أمن أوطاننا وبراعته في القضاء على الفكر الضال المنحرف وعصابات الغدر وفلول قطاع الطرق، ونفتخر بمفتشي جماركنا على اختيار مصلحتهم أفضل مؤسسة جمركية من بين 174 دولة في القرية الكونية لجهودهم الحثيثة في القبض على مهربي المخدرات ومكافحة أساليب التدليس والغش التجاري. اليوم نعتز بمبادرات قائدنا المؤمن بمصالحنا الإقليمية المشتركة، التي نتج عنها إنشاء السوق الخليجية المشتركة، ومنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، والمؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة البينية، وبرنامج العمل العشري لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين. اليوم نحتفل بيوم بيعة قائدنا وبميلاد عهد جديد لوطننا.