جددت المملكة أمس مناشدتها للمجتمع الدولي مراعاة الوضع الإنساني للشعب السوري، منوهة بموافقة الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع القرار المقدم من جامعة الدول العربية بشأن سورية.

وفيما أشار الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إلى مؤشرات على تغير موقف الصين وروسيا؛ أعلن المستشار الخاص لرئيس الدورة 66 للأمم المتحدة مصطفى طليلي، عن تشكيل لجنة معالجة عربية روسية للأزمة السورية من خلال منتدى الحوار الدولي "فالداي" المقام في مدينة سوتشي الروسية. وكشف مدير عام مركز الدراسات الشرقية الدكتور أحمد سمير التقي أن 50% من الأراضي السورية أصبحت خارج سيطرة أجهزة الأسد الأمنية.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام إن المجلس الوطني السوري ومجموعات أخرى من المعارضة ستشارك في مؤتمر "أصدقاء سورية" الذي يعقد بتونس الجمعة المقبلة، وأكد المجلس السوري تلقيه دعوة لحضور المؤتمر. في حين دعا السيناتور الأميركي جون ماكين إلى دعم المعارضة بالسلاح.

في المقابل، أصر الأسد أمس على أن من وصفها بـ "المجموعات الإرهابية المسلحة" تتلقى الدعم من جهات خارجية.

ميدانيا واصل الجيش تعزيز قواته في حمص، فيما ارتفعت النداءات الداعية لإجلاء النساء والأطفال من حي بابا عمرو بسبب تدهور الوضع المعيشي، بينما سجل تواجد أمني مكثف في العاصمة بعد التظاهرات المناهضة للنظام. وأسفرت عمليات القمع عن مقتل العشرات في مختلف المدن، وسط استمرار القصف العنيف لحمص.




أعلن المستشار الخاص لرئيس الدورة 66 للجمعية العامة للأمم المتحدة مصطفى طليلي، عن تشكيل لجنة معالجة عربية روسية للأزمة السورية من خلال منتدى الحوار الدولي "فالداي" المقام في مدينة سوتشي الروسية. وأبان أن موسكو تريد الوصول بهذا الحشد من الخبراء العرب لتقديم شيء حقيقي يساهم في معالجة الأزمة بعد استخدام روسيا للفيتو في مواجهة مشروع عربي في مجلس الأمن الدولي. وقال "ليس هناك إمكانية للهروب من حقيقة أن روسيا والصين استخدمتا الفيتو ضد المشروع العربي"، مؤكداً أن موسكو تبحث عن مقترحات لحلول ممكنة التطبيق.

أما مدير عام مركز الدراسات الشرقية الدكتور أحمد سمير التقي فكشف أن 50% من الأراضي السورية أصبحت خارج سيطرة وهيمنة حكومة الرئيس بشار الأسد وأجهزته الأمنية وقدرات قواته المسلحة. وقال "لقد دخلت روسيا المرحلة الانتقالية لتصل لوضعها الحالي من النهوض وعليها أن تسمح للشعب السوري أن يعيش تجربته، وأن تترك لنا مجال العودة إلى التاريخ لنصبح فاعلين فيه ولتصبح منطقتنا مستقرة". وطالب الدبلوماسية الروسية باحتضان الثورات العربية ومحاولات التغيير.

من جانبه أكد مدير معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أنه تم تشكيل فريق اللجنة الخاصة بمعالجة الأزمة السورية من عناصر عربية وروسية، متمنياً أن تساهم في توفير قسط من التسوية السياسية في سورية عن طريق الوساطة بالمجتمع المدني. وقال "الحديث يصل إلى مبادرة عن طريق بعض المشاركين في المنتدى ونحن نوافق على ذلك كممثلي منظمات المجتمع المدني".

فيما اعتبر مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في موقع اليوم السابع محمد ثروت أن الموقف الروسي أثار غضب الشباب العربي، مؤكدأ أن تجربة توريث الحكم للرئيس بشار من والده حافظ الأسد مهدت لتكرار التجربة في مصر للتمهيد لتولي جمال مبارك مقاليد الحكم بعد والده.

وحذر ثروت من أن هذا الموقف الروسي قد يكون سبباً للحرب الأهلية وحصول المواجهات الطائفية في سورية. وقال "روسيا كانت نصيراً للعالم العربي والآن ينظرون أنها تغير مواقفها نتيجة صراع المصالح لتقف الآن ضد الشعب السوري".

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام أن المجلس الوطني السوري ومجموعات أخرى من المعارضة ستشارك في مؤتمر "أصدقاء سورية" الذي يعقد بتونس الجمعة المقبل، محذرا في الوقت نفسه من "سيناريو عراقي" في سورية.

وأكد المجلس الوطني السوري تلقيه دعوة لحضور المؤتمر وفقا لرئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس ناجي طيارة. وأوضح "كان هناك في البداية اعتراض على حضورنا من جانب روسيا والصين، إلا أن الدول العربية أصرت على وجودنا".

في المقابل، أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس أن "المجموعات الإرهابية المسلحة" تتلقى الدعم "بالمال والسلاح" من جهات خارجية "بهدف زعزعة استقرار سورية، وذلك خلال استقباله رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الدوما الروسي الكسي بوشكوف.

وجدد بوشكوف من جهته، "دعم روسيا للإصلاحات الجارية في سورية وضرورة متابعة العمل للتوصل إلى حل سياسي للأزمة يقوم على الحوار بين جميع الأطراف المعنية ودون تدخل خارجي".

وفي السياق، أعلن وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أمس أن السفينتين الحربيتين اللتين أرسلتهما إيران الأسبوع الماضي إلى مرفأ طرطوس السوري، في مهمة "تدريب" للبحرية السورية.

وأوضح أن هذه المهمة الجديدة في المتوسط تهدف إلى "تعزيز وجود إيران في المياه الدولية وهو حقها الطبيعي ويشكل مؤشرا إلى قوتنا البحرية".

وكانت شبكة "إيرين" التلفزيونية الإخبارية ذكرت على موقعها الإلكتروني أن السفينتين وهما سفينة الإمداد "خارك" والمدمرة "شهيد قندي" ستقدمان تدريبا للبحرية السورية بموجب الاتفاقية (العسكرية) القائمة" بين طهران ودمشق، دون أن تكشف أي تفاصيل حول طبيعة هذا "التدريب".