أغلبية السعوديين يعتمدون في تنقلاتهم على الطرق السريعة غالباً. على الأقل في التنقلات بين المدن التي مدّت بينها ألسنة الطرق السريعة الجميلة. لكن كيف هي أحوال الخدمات في تلك الطرق؟
طريق القصيم المدينة السريع حينما فتح لأول مرة لم تكن محطات الوقود قائمةً بعد. وهذا خطأ أساسي في المشروع، أن تفتتح طرقاً سريعة ثم تخلو تلك الطرق من محطات الوقود والاستراحات والخدمات. وإلى اليوم تتطوّر الخدمات ببطء في تلك الطرق.
ثورة محطات "ساسكو" كانت مشهودة. البوفيه الراقي، ومركز التسوّق على الطريقة الغربية. لكن هذا تصحّ عليه أغنية وديع الصافي: "هيدا كان من زمان". الآن باتت محطات "ساسكو" الأكثر إزعاجاً والأقل تطوّراً. وسررتُ أنها أطلقت مشروعاً لتطوير نفسها في استثمارات جديدة ولتحسين أعمالها في مختلف فروعها المنتشرة في طرق المملكة السريعة. ولولا الإهمال الذي اعتادت عليه الشركة لبقيت "ساسكو" رائدة المحطات والاستراحات التي تنعم بها الطرق.
"استراحات الطرق السريعة مقزّزة ولا تليق بهذا البلد" هكذا وصف الأمير سلطان بن سلمان حال الكثير من استراحات الطرق السريعة، والتي لا غنى لكل مسافرٍ عنها. بل هي الملجأ والملاذ في كل الأحوال، سواء في حالات الجوع، أو المرض، أو الحاجة إلى النوم والراحة. لكن كيف يمكن لمن هو في طريق سريع أن يجد مكاناً يستحق أن يوصف بـ"الاستراحة"؟
الكثير من الاستراحات لا تمتّ بصلة إلى مفهوم الراحة. بل احتوت كل أصناف التعب والاتساخ للأسف الشديد.
قال أبو عبد الله غفر الله له: أخيراً عرفنا قيمة الاستراحات. وعرفنا معنى أن تضم الطرق مرافق خدمية متطورة تسدّ رمق السائح في الأرض. سلطان بن سلمان في تصريحه قال: "دور هيئة السياحة يكمن في النظر إلى حقوق السائح المواطن بأن يجد خدمة مميزة تليق به كمواطن، من الضرروي دعم قطاع السياحة كقطاع اقتصادي واسع كما يدعم قطاع الصناعة والزراعة، لأن قطاع السياحة أصبح في الوقت الجاري ذا أهمية قصوى".
نتمنى أن نرى آثار هذه الهبّة لإنقاذ مرافق الطرق السريعة من التهاوي. وبخاصةٍ أن موسم الصيف على الأبواب، والعائلات تعتمد أولاً على امتطاء "الجمس" في الأسفار، ولا أظنّ أن ركّاب الجموس سيجدون مكاناً لا ئقاً للنوم في استراحة من استراحات الطرق في حال تعب الجميع.