طالب مدير الشؤون الصحية المساعد للتخطيط والتطوير والبحوث والدراسات الطبية بمكة المكرمة الدكتور أسامة بن عبيد ظفر بضرورة توفير بنوك محلية لحفظ الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري لمشيمة المواليد كما هو قائم في دول كثيرة في العالم.
وأشار ظفر إلى اعتقاده أن الأمر جدير بالاهتمام طالما هناك بنوك في أنحاء متفرقة من العالم وطالما هناك أبحاث قائمة في هذا المجال. وأكد أن المهتمين والباحثين في المجال الطبي بالمملكة قادرون على تطوير تلك الأبحاث والدراسات والتطبيقات بما ينفع المرضى، وقد يكون من المناسب بحث الموضوع من قبل الجهات المعنية لوضع الأنظمة والضوابط وإصدار التصاريح اللازمة لذلك.
وأوضح الدكتور ظفر أن علم الخلايا الجذعية يعتبر فتحاً جديداً في المجال الطبي، ومن المهم الإشارة إلى أن الدراسات والأبحاث تجري في معظم دول العالم حول العلاج بالخلايا الجذعية بأنواعها المختلفة: خلايا جذعية جنينية والتي يتم استخلاصها من الأجنة المجهضة في فترة زمنية محددة من الحمل، وخلايا جذعية مستخلصة من الحبل السري للمشيمة للمواليد وخلايا جذعية بالغة من النخاع العظمي ومن بعض أنسجة الجسم.
ويشير الدكتور ظفر إلى أن الدراسات والأبحاث حققت نتائج جيدة حتى الآن مع أنها ما زالت في إطار التجارب المعملية في بعض الدول الغربية إلا أنها تجاوزت ذلك في دول أخرى مثل الصين حيث يتم علاج المرضى لبعض الأمراض مثل مرض السكر وبعض أمراض الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وإصابات العمود الفقري وغيرها، وهناك تقدم حقيقي في هذا المجال.
وقال إنه في كثير من دول العالم مثل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا وسويسرا ودول أوروبية أخرى يتم حفظ الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السري للمواليد لفترات تصل إلى عشرين سنة لاستخدامها لعلاج بعض الأمراض المستعصية في حال إصابة الطفل أو أحد أقاربه خاصة من الدرجة الأولى بأمراض معينة، وأنه يتم حفظ الخلايا بتقنيات متطورة.
وأكد الدكتور ظفر أن المستقبل بإذن الله واعد في هذا المجال، كما أن الأبحاث جارية وتحرز تقدماً مطرداً ووصلت إلى مراحل متقدمة شأنها شأن أي أبحاث طبية أخرى، فالتطور الهائل في المجال الطبي نلمسه يومياً وأتوقع أن يكون العلاج بالخلايا الجذعية حلاً لكثير من الأمراض التي لا يوجد لها علاج حالياً.
وأوضح أن الخلايا الجذعية لها طريقة خاصة تعمل من خلالها في علاج وشفاء بعض الأمراض، حيث إنها تقوم عادة بترميم مواقع الخلل في الجسم وتكون نتائجها حسب نوعية ذلك الخلل وحجمه وهذا يعني أن التحسن نسبي فقد يكون 90% أو 70% أو 50% وهكذا، حسب الحالة التي يتم علاجها.
وأشار إلى أن المعلومات المتوفرة والموثقة تفيد بأن هناك عدداً كبيراً من المرضى تم علاجهم في الصين وتراوحت النتائج بشأن نسبة شفائهم ما بين ممتازة وجيدة حيث كما أسلفت أن التحسن نسبي ويعتمد على الحالة المرضية والتاريخ المرضى للمريض.
وكشف الدكتور مظفر أنه لا توجد حالياً بنوك لحفظ الخلايا الجذعية المستخلصة من الحبل السّري بالمملكة. وبشأن ما يتم تداوله عن حقيقة استخلاص خلايا جذعية من الخرفان، وما طبيعة استخداماتها إن وجدت، فأوضح أن الخلايا الجذعية المستخلصة من الخراف وتحديداً من (Black Sheep) بدأت قبل حوالي خمسين سنة في سويسرا وألمانيا حيث يتم استخلاصها من الحبل السري لمشيمة الخرفان وبعد اختبارها يتم تحضيرها على شكل حقن وأشكال دوائية أخرى، وتستخدم هذه الخلايا في تحسين وظائف الجسم بشكل عام خاصة لكبار السن، وتعمل تلك الخلايا لمدة تتراوح ما بين 10–12 شهرا، والنتائج المسجلة في المراكز التي تعطي تلك الخلايا أظهرت نتائج جيدة لمن تعطى له سنوياً والتحسن في الوظائف الفيسيولوجية نسبي في جميع الأحوال.