ربما لم يكن الأيرلندي بول كيني يتصور يوماً أن يدخل السوق السعودي، إلا أن فكرته التي بدأ في تطبيقها أتت أكلها بالانطلاق من عاصمة المال والأعمال "دبي الإماراتية" في يوليو 2010، حينما وضع وليده فيها، موقع "كوبون.كوم" الالكتروني لتسويق المنتجات والعروض التسويقية.

ويرى الأيرلندي "كيني" الذي يدير حالياً واحدا من أكثر مواقع التجارة الالكترونية رواجاً في منطقة الشرق الأوسط، أن السوق السعودي يعد من أكثر مناطق النمو التجاري على مستوى العالم، لذا اختار أن يكون موجودا في السوق المحلي في ثلاث مدن رئيسية، هي: جدة، الرياض، الدمام، مرجعا ذلك إلى كون المملكة تشهد أعلى معدلات نمو في استخدام شبكة الإنترنت في المنطقة بوصول عدد مستخدمي الإنترنت بداية العام الجاري إلى حوالي 13 مليون مستخدم، يشكلون 48% من عدد السكان الكلي، بينهم 21% يستخدمون الإنترنت لأغراض التسوق والتداول الإلكتروني.

وحصد الموقع عدة جوائز عالمية في مجال التسويق الإلكتروني منها جائزة "الموقع التجاري الرائد في الشرق الأوسط في 2011"، وتعتمد فكرته على التعاقد مع التاجر لتحديد واحد أو أكثر من المنتجات التي يقدمها بخصومات تصل في بعض الأحيان إلى 90% ويتم الإعلان عنها في الموقع، لمدة لا تتجاوز أسبوعا واحدا يتم تحديد عدد الكوبونات خلالها بحيث يتم تفعيل العرض عند بيع الكوبونات بخصم مبلغ الكوبون أو يتم إلغاؤه، ويتم شراء الكوبونات من خلال عدة خيارات متعددة وآمنة للدفع منها البطاقات الائتمانية، وبطاقات "كاش يو، وبي بال ووان كارت"، إضافة إلى خدمة الدفع عند توصيل الكوبون.

مدير النسخة السعودية للموقع ثامر بامية بين أن انتشار مفهوم التسوق الإلكتروني في المجتمعات العربية عموماً والسعودي على وجه الخصوص بات يشكل عاملا مهما في تطوير السلوك الاستهلاكي لدى العائلة العربية.

واعتبر بامية أن أدوات التسوق الإلكتروني باتت أحد المفاهيم التي تطبق حاليا لتحقيق التوفير والتحكم بدخل العائلة التي تجاوزت مرحلة بناء مفهوم التسوق الإلكتروني نحو تبنيه كنمط استهلاكي ينتشر بوتيرة جيدة. وحول الأسباب التي من شأنها خلق مسارات إيجابية لنمو مفهوم الشراء الإلكتروني في المملكة أرجع بامية أسبابها إلى انتشار ثقافة الإنترنت بين مختلف فئات المجتمع وزيادة أعداد المستخدمين والمتصفحين للمواقع الإلكترونية باعتبارها مصدرا تفاعليا للحصول على المعلومات والخدمات، إلى جانب تطور مستوى الحلول التقنية والتطبيقات البرمجية المستخدمة في زيادة فعالية المواقع الإلكترونية، مؤكدا قوة معايير الموقع المرتبطة بدرجات الأمان في تبادل المعلومات وإدارتها، بحيث صنف الموقع كجهة معتمدة كليا من قبل عدد من مؤسسات الاعتماد الدولية.

وأوضح بامية أن الموقع وفر على مستخدميه في الدول العربية، أكثر من 126 مليون ريال منذ انطلاقته قبل حوالي 14 شهرا ودخوله أسواق 10 مدن عربية رئيسة، حيث تم بيع حوالي 600 ألف كوبون.