يؤكد الأمير سلطان بن فهد على أن التفكير يتجه نحو إعداد جيل قادر على الوصول بالأخضر إلى مونديال البرازيل بعد المقبل عقب أربع سنوات، وأن هذا التفكير بدأ يترجم واقعياً بدءاً من معسكر أقامه المنتخب قبل أيام في النمسا كان التركيز فيه على اللاعبين الشباب القادرين على الاستمرار في ميادين اللعبة حتى موعد تحقيق هدف الوصول إلى المونديال.
ويبدو تحديد الهدف البعيد مسألة بالغة الأهمية لبناء خطة العمل، ومن هنا زادت قناعتنا التي تحدثنا عنها في هذا الموضع قبل أيام بجدوى معسكر النمسا الذي جاء في وقت بعيد عن كل الاستحقاقات الرسمية القريبة للمنتخب، طالما أن هذا المعسكر يأتي في إطار هدف تأهيل دائم ومستمر للأخضر يضمن تأمين الخبرة لعناصره ويجعلها حاضرة في الموعد المرسوم بالصورة المأمولة.
وفي هذا الإطار يبدو منطقياً ومفهوماً أن يركز مدرب المنتخب بيسيرو على عناصر شابة مثل محمد السهلاوي ونواف العابد ونايف هزازي ويحيى الشهري وغيرهم، ويبدو منطقياً أكثر أن يبقي إلى جانبهم بعض عناصر الخبرة التي تمدهم بالعون وتضمن تغييراً تدريجياً لجلد المنتخب، وتجنبه مطب الإحباط فيما لو كانت نتائج مرحلة التغيير قاسية على الصعيد الرقمي، ولذا فإن وجود لاعب مثل أسامة هوساوي ضمن التشكيلة يعني كثيراً للاعبين الذين يرتدون قميص المنتخب الأول للمرة الأولى.
ومع الثناء على هذا النهج، فإن المطلوب أن يفهم الجميع أنه في الطريق نحو بلوغ الهدف البعيد المحدد، لابد أن تكون هناك محطات ذات أهداف مرحلية تقوي عود المنتخب، وتشد ساعده، حتى لو لم تأت النتائج وفق ما يتمناه كثيرون، وبالتالي فإن النظر إلى مشاركات الأخضر في دورة كأس الخليج ونهائيات كأس الأمم الآسيوية المقبلتين من هذا المنطلق يمكن أن تدعم عناصره حتى لو كانت النتائج متواضعة، وحتى لو لم يصل المنتخب إلى مراحل متقدمة فيهما.
ولأننا نتطلع في الغالب إلى كل مشاركة على حدة، دون أن نرصدها في إطارها العام، فإن أي تعثر مقبل ربما يدفع كثيرين إلى جلد اللاعبين بالنقد القاسي، وربما يضغط على اتحاد اللعبة لاتخاذ قرارات آنية لن تحقق بالضرورة المصلحة المنشودة، وهنا يأتي الرهان الحقيقي الذي سيكشف مدى إخلاصنا للهدف المرسوم، وما إذا كانت الضغوط الآنية ستحول مسارنا عنه.