طرق الشتاء الروسي أبواب موسكو متأثراً بالربيع العربي، فلم تنجح درجات الحرارة التي وصلت إلى نحو 20 تحت الصفر في منع حركة الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء الروسي فلادمير بوتين، القيصر الروسي الجديد الذي يسيطر على مفاتيح الكرملين منذ 12 عاماً. وقال رئيس الوزراء السابق والقيادي المعارض الحالي بوريس نيمتسوف، الذي قاد الحركة الاحتجاجية في موسكو "نحن نقود معركة صعبة وطويلة ضد هذا التسلط الذي يهدد استقرار روسيا". وحول محدودية المشاركين في المظاهرات بين نيمتسوف لـ"الوطن" أنه تم الإعلان عن موعد الاحتجاج الكبير في 26 فبراير الجاري، والذي سيعلن من خلاله الشعب الروسي رفضه لسيطرة بوتين على الحكم والتلاعب في الانتخابات البرلمانية مما تسبب في فوز حزبه "روسيا الموحدة" الحاكم بداية ديسمبر الماضي. وأضاف "على بوتين الاستفادة من دروس الربيع العربي وعدم تكرار تجارب الآخرين وعدم التحالف مع دكتاتوريات في طريقها للسقوط كما حصل في ليبيا سابقاً وسورية الآن".

ويعتبر بوتين المرشح الأقوى حظاً للفوز بفترة ثالثة في الكرملين خلال الانتخابات الرئاسية القادمة في 4 مارس المقبل، ويحظى بشعبية في النخبة المسيطرة في روسيا بعد تراجع شعبيته بين الطبقات العمالية التي ساندته عام 2000. وكتب زعيم الجبهة اليسارية المعارضة أليكسي نافالني في مدونته "سنخرج يوم 26 فبراير لنعيد السلطة للشعب ونغير أسماء القادة. القادة سيتغيرون وستعود السلطة للشعب". واعتبر بعض الكتاب الروس أن انضمام وزير المال السابق أليكسي كودرين إلى التظاهرات بعد أن أقاله الرئيس ديمتري مدفيديف من منصبه، وأعلن عزمه تأسيس حزب سياسي، يعبر عن حجم الفوضى في مؤسسات صناعة القرار، كونه يعتبر أحد أركان نظام بوتين.