في مونديال ألمانيا 2006 نجحت السياسات الرمزية الدعائية التي تتقنها إسرائيل في دعم مخاوف الشعوب الغربية من العنف المنسوب للمسلمين "فوبيا الإسلام"، من خلال تنظيم المظاهرات والتحدث إلى وسائل الإعلام وجذب الكاميرات التي تنقل فعاليات المونديال إلي ما يقرب من ملياري مشاهد حول العالم، وتجلى كل هذا في رفع لاعب المنتخب الغاني جون بانستيل علم إسرائيل بدلاً من علم بلاده بعد إحراز الفوز على التشيك, ضارباً عرض الحائط بالقيم الأولمبية المناهضة للتعصب والسياسة. مرت 4 سنوات وجاء مونديال جنوب إفريقيا الذي سينطلق الجمعة المقبلة, وقبل 4 أيام فقط, كان بإمكان دولة الاحتلال أن تكذب على من تشاء وتصدقها معظم شعوب العالم في ظل ضعف الدور العربي والإسلامي.. كل ذلك كان ممكناً لولا أنها أهدتنا واحدة من أكبر سقطاتها يوم أن مارست القرصنة والهمجية على قافلة الحرية الداعمة لرفع الحصار عن قطاع غزة الفلسطيني، وقتلت 9 من أعضائها. أتفهم عدم قيام أي من الأجهزة الاستخباراتية العربية بإقناع أحد لاعبي المنتخبات الـ32 المشاركة ليرفع علم فلسطين لحظة تسجيل فريقه لهدف، على غرار ما فعله لاعب غانا، وأتمنى أن يفعلها أحد لاعبي المنتخب الجزائري الممثل الوحيد لهذه الأمة في المونديال.. لكنني أتوقع أن تتبناها الجالية التركية المقيمة في جنوب أفريقيا ضاربة عرض الحائط بشعارات الفيفا المناهضة للعنصرة والسياسة أثناء البطولة،ليس فقط لأن 4 أتراك قضوا على يد عسكر الصهاينة عند مهاجمتهم لقافلة الحرية وهي على مشارف المياه الإقليمية لفلسطين بالمتوسط, وليس فقط لأن المد الإسلامي بات مسيطراً على الخطاب التركي الرسمي، لكنها الفرصة الذهبية التي ستدعم الدور الإقليمي الذي تبحث عنه تركيا في قلب وطننا العربي واختارت بوابة غزة للدخول إليه.
القاسم المشترك بين الإسرائيليين والفلسطينيين هو القتل والذبح والدم والجوع، ووجه الاختلاف بينهما أن الأول فاعل والثاني مفعول به، أليس من الصعب أن يدرك العالم ذلك.
الفاعل والمفعول به على محك قافلة الحرية في مونديال جنوب إفريقيا, فهل سننجح في اغتنام الفرصة وإقناع مليارين من البشر بقضيتنا، أم.. أم.. أم!؟؟.