حتى الآن ما زال بيننا من يظن أو يزعم أن عملية أسطول الحرية لم يكن لها داع, وأنها مظهرية خادعة لم تأت للفلسطينيين والعرب بفائدة. والحق أن لملحمة الحرية أكثر من فائدة يمكن تلخيص بعضها فيما يلي: أولا إدراك العالم الحر أن المبادرة العربية لن تظل مفتوحة. ثانيا: الفضيحة الجديدة لإسرائيل دولة الديموقراطية كما يروج بعض العرب. ثالثا: قطع دول جديدة علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب. رابعا: جرجرة سفراء إسرائيل للاستماع لعبارات الاستنكار في أكثر من دولة. خامسا: اشتراك شعوب 40 دولة بالدم تضامنا مع الشعب الفلسطيني. سادسا: المزيد من الحرج لإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. سابعا: علو صوت الأمين العام للأمم المتحدة أكثر وأكثر في النقمة على إسرائيل. ثامنا: خجل بعض الدول الأوروبية من نفسها ومن شعوبها. تاسعا: عودة الروح والأمل للشعوب العربية في عودة الحق. عاشرا: تواري الداعين للود مع تل أبيب من خلال الزيارات والحفلات والمباريات.

ومهما يكن من أمر, فإن عملية أسطول الحرية جاءت بفوائد مادية ومعنوية أكثر من كل العمليات الاستشهادية والانتحارية التي حدثت في الأرض المحتلة.. فإذا أضفنا لذلك العملية المتوقعة للسفينة الأيرلندية التي ما زالت تمخر البحر متحدية رصاص إسرائيل يصبح من المتوقع أيضا أن يدخل نتنياهو وباراك وليبرمان قريبا مستشفى الأمراض العقلية أو أي مستشفى آخر بجوار إرييل شارون.. وبالمناسبة لقد راهن شارون طويلا على الزمن معتقدا أن بإمكانه تنويع ضرباته الإجرامية حتى تموت فلسطين, فإذا به يموت وهو حي فيما تظل فلسطين حية ومتوهجة في ضمير العالم الحر.

يصمت العرب أو يخافون فيظهر الأتراك.. ينام الشارع العربي قليلا فتستيقظ شوارع جاكرتا وكوالالمبور.. تفكر بعض الدول العربية في إقامة علاقات مع إسرائيل فتقطع نيكاراجوا علاقتها بالكيان المحتل..إنه الحصار الحقيقي لإسرائيل وليس لغزة.